386

Al-Muntaẓam fī tārīkh al-mulūk waʾl-umam

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم

Editor

محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Publisher Location

بيروت

Genres

History
أهل بابل وخذلتنا، فقتلوه، فكتب قائد نصر إِلَيْهِ بِمَا كَانَ، فكتب إِلَيْهِ أَن يقيم بموضعه حَتَّى يوافيه، وأن يضرب أعناق الرهائن الذين معه.
فسار [١] نصر حَتَّى أتى بَيْت المقدس، فهدمه وهدم المساجد، ورمى فِيهَا الكنائس، وخرب الحصون، وحرق التوراة، وأخذ الأَمْوَال، وقتل المقاتلة، وسبى الذرية، وكانوا سبعين ألف غلام، ووجد فِي سجن بَنِي إسرائيل أرميا النَّبِي ﷺ، فقال له نصر: مَا خطبك؟ فأخبره أَن اللَّه تَعَالَى بعثه إِلَى قومه ليحذرهم الَّذِي حل بهم فكذبوه وحبسوه، فقال نصر: بئس الْقَوْم قوم عصوا رَسُول ربهم! فخلى سبيله، وأحسن إِلَيْهِ.
فاجتمع إِلَيْهِ من بقي من ضعفاء بَنِي إسرائيل، فَقَالُوا: إنا قَدْ أسأنا وظلمنا، ونحن نتوب مِمَّا صنعنا، فادع اللَّه أَن يقبل توبتنا.
فدعا ربه، فأوحى إِلَيْهِ: أنهم غَيْر فاعلين، فَإِن كَانُوا صادقين فليقيموا معك بهذه البلد، فأخبرهم، فَقَالُوا: كَيْفَ نقيم ببلدة قَدْ خربت. فخرجوا يستجيرون بملك مصر، فغزا نصر أرض [مِصْر] [٢] فقتل ملكها وقتلهم، ثُمَّ بلغ أقصى ناحية المغرب، وانصرف بسبي كثير من أَهْل فلسطين والأردن، فيهم دانيال وغيره من الأنبياء
. [ذكر خبر غزو نصر للعرب] [٣]
إن نصر إِنَّمَا حارب بَنِي إسرائيل لقتلهم يَحْيَى بْن زَكَرِيَّا، وليس بصحيح عَلَى مَا سيأتي بيانه، ثُمَّ حارب العرب فِي زمن معد بْن عدنان، فجمع من فِي بلاده من تجار العرب فبنى لَهُمْ حيرا عَلَى النجف وضمهم فِيهِ، ووكل بهم من يحفظهم، ثُمَّ تأهب للخروج إِلَى قتال العرب، فأقبلت طوائف مِنْهُم مسالمين، فأنزلهم عَلَى شاطئ الفرات، فابتنوا موضع معسكرهم فسموه الأنبار وخلى عَنْ أَهْل الحيرة، فاتخذوها منزلا في حياة نصر.

[١] في الأصل: «وصار» .
[٢] ما بين المعقوفتين: من الطبري ١/ ٥٣٨.
[٣] تاريخ الطبري ١/ ٥٥٨. وما بين المعقوفتين مكانه بياض في الأصل. وما أوردناه من الطبري.

1 / 407