363

Al-Muntaẓam fī tārīkh al-mulūk waʾl-umam

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم

Editor

محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Publisher Location

بيروت

Genres

History
أخطوب، بِهِ ضر، فآوته وأخفت أمره، فدعا لابنها فعوفي من الضر، واتبع إلياس فآمن به وصدقه ولازمه، فأوحى اللَّه إِلَى إلياس: إنك قَدْ أهلكت كثيرا من الخلق لَمْ يعص من الدواب والبهائم والطير، فَقَالَ: يا رب دعني أكن أنا الَّذِي أدعو لَهُمْ وآتيهم بالفرج لعلهم ينزعون عما هُمْ عَلَيْهِ، قيل لَهُ: نعم.
فجاء إِلَى بَنِي إسرائيل، فَقَالَ: إنكم قَدْ هلكتم جهدا وهلكت البهائم والطير والشجر بخطاياكم، وإنكم عَلَى باطل، فَإِن كنتم تحبون أَن تعلموا ذَلِكَ، وتعلموا أَن اللَّه عليكم ساخط، وإن الَّذِي أدعوكم إِلَيْهِ الحق. فاخرجوا بأصنامكم هذه الَّتِي تعبدُونَ فَإِن استجابت لكم فذلك كَمَا تَقُولُونَ، وإن لَمْ تفعل علمتم أنكم عَلَى باطل فنزعتم ودعوت اللَّه ففرج عنكم مَا أنتم فِيهِ من البلاء، قَالُوا: أنصفت.
فخرجوا بأوثانهم فدعوها فلم تستجب لَهُمْ، فعرفوا مَا هُمْ فِيهِ من الضلالة، ثُمّ قَالُوا: ادع لنا، فدعا لَهُمْ بالفرج مِمَّا هُمْ فِيهِ وأن يسقوا. فخرجت سحابة وَهُمْ ينظرون، ثُمَّ أرسل اللَّه المطر فأغاثهم ففرج عَنْهُم مَا كَانُوا فِيهِ من البلاء، فلم يرجعوا وأقاموا عَلَى أخبث مَا كَانُوا عَلَيْهِ.
فلما رأى ذَلِكَ إلياس من كفرهم دعا ربه أَن يقبضه إِلَيْهِ فيريحه مِنْهُم، فقيل لَهُ:
انظر يَوْم كَذَا فاخرج فِيهِ إِلَى بلد كَذَا فَمَا جاءك من شَيْء فاركبه ولا تهبه.
فخرج وخرج مَعَهُ إليسع حَتَّى إِذَا كَانَ بالبلد الَّذِي ذكر لَهُ، فِي المكان الَّذِي أمر بِهِ أقبل فرس من نار حَتَّى وقف بَيْنَ يديه، فوثب عَلَيْهِ فانطلق، فكساه الله الريش وألبسه النور، وقطع عنه لذة المطعم والمشرب وطار فِي الْمَلائِكَة فكان إنسيا ملكيا سحابيا أرضيا، وسميت الأَرْض الَّتِي كَانُوا فِيهَا بعلبك باسم الصنم الَّذِي اسمه البعل.
[ذكر من كَانَ بَعْد إلياس] [١]
قَدِ اختلف الْعُلَمَاء فيمن كَانَ بَعْد إلياس. فَقَالَ الْحَسَن ووهب: نبي بَعْد إلياس اليسع، وَقَدْ عولنا/ على ذلك.

[١] تاريخ الطبري ١/ ٤٦٤، وعرائس المجالس ٢٥٩، ومرآة الزمان ١/ ٤٦٦.
وما بين المعقوفتين: بياض في الأصل وما أوردناه من المختصر.

1 / 384