32

Muntaqa Min Tabaqat

المنتقى من كتاب الطبقات

Investigator

إبراهيم صالح

Publisher

دار البشائر للطباعة والنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٩٩٤ م

أَبُو هُرَيْرَةَ
حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، ثنا يَزِيدُ، أنبا جَرِيرٌ، ثنا شَبِيبُ بْنُ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا، أَتَاهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدِّثْنَا عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ، فَسَكَتَ، وَهُوَ يَنْكُتُ بِعُودٍ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ إِنَّ الْأَعْرَابِيَّ ثَنَّى، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدِّثْنَا عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ، فَسَكَتَ، وَهُوَ يَنْكُتُ بِعُودٍ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ ثَلَّثَ، وَهُوَ يَنْكُتُ بِعُودٍ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ إِنَّ الْأَعْرَابِيَّ قَامَ حِينَ لَمْ يُجِبْهُ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: عَلَيَّ بِالْأَعْرَابِيِّ، فَرَجَعَ حَتَّى جَلَسَ مَجْلِسَهُ الَّذِي قَامَ مِنْهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَ الْآخَرِ، وَالنَّبِيُّ ﷺ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ بِعُودٍ، كَمَا رَأَيْتَنِي أَنْكُتُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، الْعَنْ أَهْلَ الْيَمَنِ. فَسَكَتَ عَنْهُ، وَهُوَ يَنْكُتُ بِعُودٍ كَمَا رَأَيْتَنِي، ثُمَّ ثَنَّى، ثُمَّ ثَلَّثَ، كَمَا رَأَيْتَنِي صَنَعْتُ، ثُمَّ إِنَّهُ سَكَتَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «أَيْنَ الرَّجُلُ الَّذِي سَأَلَنِي أَنْ ألْعَنَ أَهْلَ الْيَمَنِ؟» فَقَامَ، فَقَالَ: أَنَا ذَا. فَقَالَ: «إِنَّ الْإِيمَانَ يَمَانٍ، وَإِنَّ الْحِكْمَةَ يَمَانِيَةٌ، أَجِدُ نَفَسَ رَبِّكُمْ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ، أَلَا إِنَّ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَقَسْوَةَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ أَصْحَابِ الشَّعْرِ وَالْوَبَرِ، الَّذِينَ - يَعْنِي - تَغْتَالُهُمُ الشَّيَاطِينُ عَلَى أَعْجَافِ الْإِبِلِ» . قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ سُئِلَ: مَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ: «أَجِدُ نَفَسَ رَبِّكُمْ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ» قَالَ: نُصْرَةَ الْأَنْصَارِ إِيَّاهُ، إِنَّهُمْ آوَوْهُ وَنَصَرُوهُ، فَنَفَّسُوا ⦗٥٣⦘ عَنْهُ

1 / 52