45

Al-Muntaqā min minhāj al-iʿtidāl fī naqd kalām ahl al-rafḍ wa-l-iʿtizāl

المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال

Editor

محب الدين الخطيب

من الْمُعْتَزلَة تفسق إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ من أهل وقْعَة الْجمل لَا بِعَينهَا
فَكيف تكون مبايعة الْخلق لَهُ أعظم من مُبَايَعَتهمْ لمن قبله
ثمَّ أَنْت تزْعم أَن إِمَامَته منعقدة بِالنَّصِّ والآن تَقول إنعقدت بمبايعة الْخلق لَهُ
وقولك ثمَّ اخْتلفُوا فَقَالَ بَعضهم إِن الإِمَام بعده الْحسن وَبَعْضهمْ قَالَ مُعَاوِيَة فَيُقَال أهل السّنة لم يتنازعوا فِي هَذَا بل يعلمُونَ أَن الْحسن بَايعه أهل الْعرَاق مَكَان أَبِيه ثمَّ إِن الْحسن سلمهَا طَوْعًا إِلَى مُعَاوِيَة
وقولك ثمَّ ساقوا الْإِمَامَة فِي بني أُميَّة فَيُقَال مَا قَالَ أهل السّنة إِن الْوَاحِد من هَؤُلَاءِ كَانَ هُوَ الَّذِي تجب تَوليته وطاعته فِي كل مَا أَمر بِهِ بل كَذَا وَقع
فَيَقُولُونَ تولى هَؤُلَاءِ وَكَانَ لَهُم سُلْطَان وقدرة فانتظم لَهُم الْأَمر وَأَقَامُوا مَقَاصِد الْإِمَامَة من الْجِهَاد وَإِقَامَة الْحَج وَالْجمع والأعياد وَأمن السبل
وَلَكِن لَا طَاعَة لَهُم فِي مَعْصِيّة الله بل يعاونون على الْبر وَالتَّقوى وَلَا يعاونون على الْإِثْم والعدوان
وَمن الْمَعْلُوم أَن النَّاس

1 / 61