============================================================
نور الدين الصابونيي 189 النفاس وغير ذلك. ثم جزعها وأنينها عند ولادة عيسى ظي بقولها: يليتنى مت قبل هلذا وكنت نسيا منييا}،1 لم يكن جزع رد أو تهاون بحكم الله (90و) ولكن إظهارا لضعفها وعجزها عن تحمل قالة الناس فيها وريبة الأولياء والأصفياء في حالها إلى أن وعدها الله تعالى كفاية ذلك بقوله: إنى تذرث للرخمن صوما فلن اكلم اليور إنسيال.، وفي مخاطبات القوم لمريم في ذلك الوقت بقوله: يتأخت هنرود ما كان أبوك آمرأ سوو وما كانت أمك بفيا} دليل على أنه لا عبرة لمجازفة قول الخلق في البراء وقذفهم إياهم بما لا يليق بحالهم. فلا ينبغي الاشتغال بمجاوبتهم بل نكل2 أمرهم إلى الله تعالى كما فعلت مريم وأحالت1 الجواب إلى ولدها فأنطق الله عيسى حتى قال: إنى عبد الله عاتلنى الكتب.9 ويجوز أن يكون ذلك جاريا على لسانه من غير قصده واختياره، ويجوز أن يخلق الله تعالى فيه الاختيار فيقول ذلك باختياره، والأعجوبة فيه اكثر. فلما قال ذلك صدقه10 بعضهم وآمنوا به 11 وكذبه12 بعضهم وجحدوه12 وطعنوا فيه وفي آمه، وهم اليهود. وأفرط بعضهم في الميل إليه حتى نسبوه إلى ما لا يليق به. وقالوا في الله قولا عظيما، وهم النصارى. وأهل الإسلام توسطوا بين الغلو والتقصير فقالوا: هو عبد الله اورسوله وكلمته القاها إلى مريم وروح منه14 والحمد لله على التوفيق.
سورة مريم، 23/19.
2م: مقالة.
3 م: الأنبياء.
سورة مريم، 26/19.
سورة مريم، 28/19.
6م: في البرى. أي في براءة مريم وعفتها.
7 ل: بل تكل؛ م: بل يكل.
م: احالة.
سورة مريم، 30/19.
ل: صدقوه.
12 ل: وكذبوه؛ م: وكذبوا به.
ل يه.
1ل: وجحدوا.
14 فيه إشارة إلى قوله تعالى: إنما السيخ عيسى ابن مريم رسول الله وكلمتهر القنها الن مرتم وروع منه (سورة النساء، 171/4).
Page 189