الجزء الأول من المنتخب من كتاب السبعيات
جمع الإمام أبي نصر هبة الله بن عبد الجبار بن معاذ بن فاخر السجزي.
رواية الإمام الزاهد العابد أبي عروبة عبد الهادي بن محمد بن عبد الله بن مأمون.
رواية الحافظ أبي محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي، رحمه الله.
سماع إبراهيم بن محمد بن الأزهر الصريفيني، نفعه الله الكريم به في الدنيا والآخرة.
Page 1
بسم الله الرحمن الرحيم (1) -[1] أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي، قراءة عليه وأنا أسمع في صفر سنة ست وست مائة بحران، أنبا الشيخ الإمام الأجل الكبير صدر الدين شيخ الإسلام أبو عروبة عبد الهادي بن أبي سعيد محمد بن عبد الله بن عمر بن مأمون السجزي، بقراءتي عليه في جامع سجستان، في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وخمس مائة، أنبا الشيخ الإمام أبو نصر هبة الله بن عبد الجبار بن فاخر بن معاذ بن أحمد، قراءة عليه بسجستان، فأقر به، في شهور سنة أربع عشرة وخمس مائة، أنبا الفقيه الإمام أبو محمد عبد الله بن عمر بن مأمون، قراءة عليه فأقر به، أنبا أبو الحسن علي بن بشري الليثي، ثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن إبراهيم الآبري، أنبا أبو العباس الثقفي محمد بن إسحاق بن إبراهيم، بنيسابور ثنا أبو الفضل داود بن رشيد مولى بني هاشم، ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، وهو ابن حيويل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع "
Page 2
(2) -[2] أخبرنا أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد المليجي، بهراة، ثنا الشريف أبو عثمان سعيد بن العباس بن محمد القرشي، من لفظه، أنبا أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن محمد الأزدي، ثنا الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري، ثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة الأصبهاني، ثنا بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قال: الحمد لله رب السموات ورب الأرض رب العالمين، وله الكبرياء في السموات والأرض، وهو العزيز الحكيم، لله الحمد رب السموات والأرض رب العالمين، وله العظمة في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم، لله الملك رب السموات والأرض رب العالمين، وله النور في السموات والأرض، وهو العزيز الحكيم، مرة واحدة، ثم قال: اللهم اجعل ثوابها لوالدي، لم يبق لوالديه عليه حق إلا أداه إليهما "
Page 3
(3) -[3] وأخبرنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبيد الله بن محمد بن علي الأنصاري، قراءة عليه بهراة فأقر به، أنبا أبو الفضل عمر بن إبراهيم بن إسماعيل الزاهد، وأبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق الحافظ، وأبو نصر محمد بن العباس بن محمد الأنصاري، قالوا: أنبا أبو الحسن الشيباني، هو محمد بن أحمد بن موسى، أنبا أبو سعد، هو يحيى بن منصور الزاهد الهروي، ثنا سويد، أنبا عبد الله، عن المسعودي، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة: " إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا، يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " وقال: " ثم يذكر حاجته "
Page 4
(4) -[4] أخبرنا محمد بن محمد بن عبيد الله، وعبد الواحد بن أحمد، قالا: ثنا محمد بن عبد الله، ثنا أحمد بن كوفي العدل، ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن الأصبهاني، ثنا سهل بن عثمان العسكري، ثنا نوفل بن سليمان، عن عبد الكريم الجزري، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء محجوب عن الله حتى يصلي على محمد وعلى آل محمد عليه وعلى آله السلام ".كيفية الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم ......
Page 5
(5) -[5] هو ما أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمود بن منصور، ثنا ...... عبد الرحمن بن يوسف، ثنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن محمد بن مالك، أنبا أبو علي الحسين بن إدريس الأنصاري، ثنا أبو الحسن عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، ثنا مجمع بن يحيى، عن عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: قلنا: يا نبي الله، قد علمنا السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: " قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد " أخبرنا أبو محمد الحسن بن .... ، قراءة عليه فأقر به، أنبا أبو حاتم محمد بن أحمد بن محمد السمسار سنة أربع وأربع مائة، أنبا أبو بكر محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق التمار، ثنا أبو داود هو سليمان بن الأشعث السجستاني، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن فضيل، عن أبي حيان، عن زيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم، فقال: " أما بعد، فإن الله تعالى من على هذه الأمة من بين سائر الأمم والعباد بإعطائهم الإسناد ".الذي يعرف به الصحيح من السقيم، ويميز المعوج من القويم، وعلم الأحاديث من أشرف العلوم منزلة وأعلاها مرتبة لا يقبلها إلا صديق، ولا يردها إلا زنديق، والإسناد للحديث ....
Page 6
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كتبتم حديثا، فاكتبوه بإسناده، إن يكن حقا كنتم شركاء في الأجر، وإن يكن باطلا كان وزره عليه " أخبرناه الثقة أبو نصر عبد الواحد بن محمد بن محمد بن أحمد التاجر، أنبا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، بنيسابور، أخبرني علي بن الحسين بن يعقوب بن شقير المقرئ بالكوفة، ثنا جعفر بن محمد بن عبيد المقرئ، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا سعيد بن عمرو العنزي، عن مسعدة بن صدقة، ثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (6) -[8] وأخبرنا شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري، أنبا عبد الجبار بن الجراح، أنبا محمد بن أحمد بن محبوب، ثنا أبو عيسى، ثنا محمد بن علي بن الحسين، وأخبرنا الإمام عبد الله الأنصاري هذا، ثنا محمد بن أحمد الجارودي، أنبا الحسن بن محمد بن حليم، قال: سمعت أبا الموجه، ثنا عبدان، قال: سمعت ابن المبارك، يقول: الإسناد عندي من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ولكن إذا قيل له: من حدثك؟ نقى (7) -[9] أخبرنا الصدوق أبو علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي، أنبا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد، أنبا أبو جعفر الذهلي، ثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، ثنا سفيان بن عيينة، عن حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، عن ابن ظالم، عن سعيد بن عمرو بن نفيل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عشرة من قريش في الجنة ".أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، ثم سكت سعيد، فقالوا: من العاشر؟ قال: أنا، رضي الله عنهم، من مسانيد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن حذافة بن مدركة بن إلياس بن معد بن نزار بن معد بن عدنان، عتيق بن أبي قحافة وأمه سلمى وهي أم الخير، وهي سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ....... أسلم أبواه ..... بسنتين وأربعة أشهر .... وهو ابن إحدى وستين ....
Page 8
(8) -[10] أنبا الشيخان أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الأنصاري، وأبو منصور محمد بن محمد بن يعقوب ..... ، قالا: أنبا الإمام أبو عبد الله محمد بن عدي بن حمدويه الصابوني، أنبا أبو العباس جرير بن سفيان النسوي، ثنا موسى بن عبيدة، أخبرني مولى ابن سباع، قال: سمعت عبد الله بن عمر، يحدث أبا بكر الصديق، قال: كنت عند رسول الله فنزلت عليه هذه الآيةف من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيراق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا بكر ألا أقرؤك آية أنزلت علي؟ فقلت: بلى، يا رسول الله، فلا أعلم إلا أني وجدت انقصام ظهري فتمطيت لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لك يا أبا بكر؟ " قلت: بأبي وأمي يا رسول الله وأينا لم يعمل سوءا؟ ..... بما عملنا. فقال رسول الله: أمام ..... في الدنيا حتى تلقوا الله وليست لكم ذنوب وأما الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يوم القيامة "
Page 9
(9) -[11] وأخبرنا الإمام الفقيه أبو ..... عبد الله بن محمد بن أيوب، قراءة عليه فأقر به، أنبا أبو الحسين علي بن الحسن بن ...... بن أحمد بن محمد، بجرجان ...... أنبا أبو يحيى ........ ، أمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، وكان رجلا ليس بالقصير ولا بالطويل، حسن الوجه، كثير اللحية، أسمر اللون، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، يخضب بالصفرة، وكان قد شد أسنانه بالذهب قبل يوم الجمعة، وقيل: يوم الأربعاء لثمان عشر خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وهو ابن ست وثمانين سنة، وكانت ولايته اثنتي عشرة إلا اثنتي عشرة ليلة (10) -[12] أخبرنا أبو عاصم هو الفضيل بن يحيى بن الفضيل الفضيلي الهروي، بهراة، أنبا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، ثنا أبو علي الصفار، ثنا سعدان، هو نصر، ثنا حفص بن سليم، ثنا علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان، قال: مرضت مرضا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فعوذني يوما، فقال: " بسم الله الرحمن الرحيم أعيذك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد من شر ما تجد " فبرئت فشفاني الله، فلما شفاني قال لي: يا عثمان، تعوذ بهن فما تعوذتم بمثلهن "
Page 11
(11) -[13] أخبرنا أبو المظفر عطية بن عبد الله بن جعفر بن أحمد بن تغلب بن العمر بن قيس بن سيف القراب الهروي، بهراة، ثنا أبو الفضل بن أبي سعيد هو عمر بن إبراهيم بن إسماعيل الزاهد،، أنبا أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد الساوي، بمرو، ثنا أبو سهل حامد بن عبد الله الحلواني، ثنا أبو يحيى جعفر بن محمد بن الحسن الحافظ، ثنا إبراهيم بن أحمد بن يعيش الأزدي، ثنا أبو طاهر أحمد بن عيسى العلوي، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، وعن علي بن أبي طالب، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " اللهم ارحم خلفائي " ثلاثا، قالوا: من خلفاؤك يا رسول الله؟ قال: " قوم يأتون بعدي يروون أحاديثي ويعلمونها الناس "
Page 12
(12) -[14] أخبرنا أبو علي الشافعي، أنبا أبو القاسم عبيد الله بن محمد السقطي، وأبو بكر محمد بن أحمد البزاز، قالا: أنبا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري، ثنا أبو العباس أحمد بن موسى بن زنجويه القطان، ثنا إبراهيم بن الوليد، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا عبد العزيز بن النعمان القرشي، عن يزيد بن حيان، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يجتمع حب هؤلاء الأربعة إلا في قلب مؤمن أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ".رضي الله عنهم أجمعين (13) -[15] أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين البخاري الصوفي، أنبا أبو الطيب الطبري، ببغداد، ثنا علي بن عمر الدارقطني، ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن زيد أبو هشام الرفاعي، ثنا أبو عبد الرحمن النضر بن منصور العنزي، ثنا أبو الجنوب عقبة بن علقمة، قال: سمعت عليا، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " طلحة والزبير جاري في الجنة "
إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري مولى بني رزيق من أهل المدينة، وكان متقنا من المحدثين، ثبتا من المتورعين وهم إخوة أربعة محمد بن جعفر وكثير بن جعفر ويحيى وإسماعيل، وانتقل إسماعيل من المدينة إلى العراق وسكنها إلى أن مات، ولا يعرف وقت وفاته، روى عن عبد الله بن دينار، روى عنه يحيى بن أيوب، ومحمد بن زنبور، وهو من ثقات أتباع التابعين. أبو صالح محمد بن جعفر بن أبي الأزهر، يقال له: ابن زنبور مولى بني هاشم، من أهل مكة من أثبات المحدثين، وثقات تبع الأتباع، ربما أخطأ، يروي عن فضيل بن عياض، وعيسى بن يونس بن أبي إسحاق الشيباني، والحارث بن عمير، وأبي بكر بن عياش، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن جعفر، روى عنه أبو عروبة وأبو جعفر الديبلي، وأما أبو جعفر الديبلي فهو محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل من أهل مكة ثقة صدوق متقن، يروي عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وعبد الحميد بن صبيح البصري، ومحمد بن زنبور، وأبي عبد الله الحسين بن الحسن المروزي، روى عنه أبو الحسن بن فراس وغيره وهو شيخ جليل ثقة. وأما أبو الحسن بن فراس، فهو أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس المكي العبقسي من كبار أهل زمانه، وإليه الرحلة في زمانه، يروي عن الكبار أبي جعفر الديبلي وغيره، وهو ثقة صدوق، يروي عنه المشايخ أبو علي الشافعي، وأبو نصر العراقي والناس. وأما أبو علي الشافعي، فهو أبو الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن العباس بن عبيد الله الشافعي المكي شيخ وفيه وإليه تشد الرحال، وهو صدوق متقن، يبيع الحنطة بمكة يروي عن أبيه، وابن فراس، وأبي القاسم عبيد الله بن محمد السقطي، وأبي بكر محمد بن أحمد البزار، وغيرهم، رأيته بمكة في شهور سنة ست وستين وأربع مائة، وسمعت منه الكتب والأحاديث، وهو ثبت وأصوله صحيحة. وأما أبو يحيى محمد بن عبد الله بن محمد بن يزيد المقرئ، من أهل مكة، روى عن ابن عيينة، ويحيى بن سليم وغيرهما، وهو ثقة من تبع الأتباع، وكان والده أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد شيخا ثقة من أتباع التابعين، توفي بمكة في رجب سنة اثنتي أو ثلاث عشرة ومائتين. مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد الزبيري القرشي من أهل المدينة من ثقات تبع الأتباع من علماء الناس بالأنساب وأيام الناس وما كان فيهم من الحوادث، يروي عن مالك، وإبراهيم بن سعد، والدراوردي، وأبيه عبد الله بن مصعب وغيرهم، روى عنه أبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي، مات سنة ست وستين ومائتين. وأما والده عبد الله بن مصعب بن ثابت، فهو شيخ ثقة جليل من أتباع التابعين، يروي عن أبي حازم، روى عنه إبراهيم بن خالد مؤذن مسجد صنعاء وابنه. وأما جده مصعب بن ثابت، فهو ضعيف منكر الحديث ممن يتفرد بالمناكير عن المشاهير، فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه، روى عن المدنيين، روى عنه أهل العراق، قال عثمان بن سعيد الدارمي: سألت يحيى بن معين عن مصعب بن ثابت، فقال: ضعيف، مات سنة سبع وخمسين ومائة، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وكنيته أبو عبد الله، ورأيت أبا حاتم بن حبان أدخله في ثقات أتباع التابعين، وفي المجروحين أيضا كما ذكرت وأورده البخاري في تاريخه الكبير، ولم يذكر فيه شيئا، ولا أعلم لما ذكره ابن حبان في جملة المجروحين بعد أن أورده في جملة الثقات. وأما أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن مخلد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن ثابت الأنصاري، المعروف بابن أبي شريح، شيخ ثقة، فقيه عالم زاهد هروي، يروي عن الأكابر، روى عنه مشايخ هراة والغرباء.
Page 14
(14) -[150] سمعت الإمام عبد الله بن محمد الأنصاري يقول: سمعت محمد بن أحمد البلخي، ثنا عبد الله المؤذن يقول: كنت مع ابن أبي شريح في طريق غور، فأتاه إنسان في بعض تلك الجبال، فقال له: إن امرأتي ولدت لستة أشهر، فقال: هو ولدك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الولد للفراش " فعاود فرد عليه كذلك، فقال الرجل: أنا لا أقول بهذا، فقال: هذا الغزو وسل عليه السيف فأكببنا عليه، وقلنا: جاهل لا يدري ما يقول
سعد بن عبد الرحمن بن حسان المخزومي أبو عبيد الله من أهل مكة من ثقات تبع الأتباع، يروي عن ابن عيينة، روى عنه الديبلي وابن خزيمة، ومات سنة تسع وأربعين ومائتين. عمرو بن دينار قهرمان أهل الزبير أبو يحيى، وكان أعور من أهل المدينة، سكن البصرة، يروي عن سالم بن عبد الله ونافع مولى ابن عمر، روى عنه حماد بن زيد وعبد الوارث، هو ممن ينفرد بالموضوعات عن الأثبات، لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب، قال الدارمي: سألت يحيى بن معين، عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، فقال: ليس بشيء، وحماد بن زيد يروي عنهما فيجب على المتقن الفرق والتمييز بين الروايتين والعمروين. حماد بن زيد بن درهم الأزرق مولى آل جرير بن حازم الجهضمي من أهل البصرة، مولده في ولاية سليمان بن عبد الله سنة ثمان وسبعين ومات يوم الجمعة في شهر رمضان لتسع عشرة مضت منه سنة سبع وسبعين ومائة، وقد قيل: سنة تسع وسبعين ومائة، ودفن بعد العصر يوم الجمعة، وصلى عليه إسحاق بن سليمان، وكان إسحاق ضريرا، يحفظ حديثه كله، وكان جده درهم من سبي سجستان، وكان حماد يحدث من حفظه، وهو ثقة من أتباع التابعين، وقد وهم من زعم أن بينهما كما بين جديهما، يعني: الدينار والدرهم؛ لأن حماد بن زيد كان أحفظ وأتقن وأضبط من حماد بن سلمة بن دينار، اللهم إلا أن يكون القائل أراد بهذا أفضل ما بينهما مثل الدينار والدرهم في الفضل والدين؛ لأن حماد بن سلمة كان أفضل وأدين وأروع من حماد بن زيد، ولحماد بن زيد أخ، يقال له: سعيد، كنيته أبو الحسين، يروي عن عبد العزيز بن صهيب روى عنه أخوه حماد بن زيد والبصريون، وكان صدوقا حافظا، ممن كان يخطئ في الأخبار ويهم في الآثار حتى لا يحتج به إذا انفرد، مات سنة سبع وستين ومائة قبل أخيه حماد بن زيد.
Page 15
(15) -[16] أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحسين بن محمد الكتبي، بهراة، أنبا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الحافظ النيسابوري، قدم هراة، ثنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، ثنا يحيى بن زكريا المروزي، قال: سمعت أحمد بن عبد الرحيم، يقول: سمعت أبي، يقول: أتينا حماد بن زيد، فسألناه أن حدثنا فقال: أحدثكم بشرط؛ كلما ذكرت النبي صليتم عليه
عبد الحميد بن صبيح أبو يحيى البصري العنزي شيخ ثقة، يروي عن حماد بن زيد وغيره. أبو عبد الله نافع مولى ابن عمر، من ثقات التابعين، يروي عن ابن عمر وابن عمرو وأبي هريرة، مات سنة سبع عشرة ومائة، وقد قيل: أن نافعا من بني أبي عميرة، قال: من بني حمزة. الليث بن سعد الفهمي مولى فهم من .... أبو الحارث من أهل مصر، شيخ ثقة من ثقات أتباع التابعين من سادات أهل زمانه فقها وورعا وعلما وسخاء .. أدخله في جملة.
Page 16
(16) -[17] أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي الحارثي المقرئ، أنبا أبو الحسن محمد بن حسين النيسابوري ..... ، أنبا أبو محمد حسن بن رشيق العسكري، ثنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين المصيصي الإمام، ثنا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات، قال: قال لي أبو يحيى زكريا بن يحيى: كان الليث يبعث في كل بيته عشرين ألف دينار، لا يأتي عليه الحول إلا وعليه دين (17) -[18] أخبرنا الحسين بن حسن، أنبا الحسين، ثنا أبو القاسم، حدثني ابن رمح، قال: أتى الليث سائل يسأله فأمر له بدينار، فأبطأ غلامه إلى أن جاء سائل آخر، فجعل يلح، فقال له السائل الأول: اسكت اسكت، فسمعه الليث، فقال: ما لك وله ولم يمسك، دعه يرزقه الله، فأمر له بدينارين. روى عن عطاء ونافع والزهري مولده يوم خميس في شعبان سنة خمس وتسعين ومائة، وقيل: سنة أربع وتسعين ومائة، ومات في النصف من شعبان سنة خمس وتسعين ومائة وصلى عليه موسى بن عيسى الهاشمي، وكان أول ...... ، فسمع .... ابن أبي مليكة ومالك والزهري
العلاء بن موسى بن عطية أبو الجهم الباهلي، ثقة يروي عن ..... والهيثم بن عدي وسوار بن مصعب، روى عنه أبو القاسم البغوي وسمع منه في سنة عشرين ومائتين.
Page 18
(18) -[19] أخبرنا الإمام عبد الله بن محمد الأنصاري، أنبا إسحاق بن إبراهيم المعدل، أنبا أسد بن إبراهيم، ثنا يعقوب بن إسحاق، يقول: سمعت أبا ذر أحمد بن عبد الله بن مالك الترمذي، يقول: سمعت أحمد بن الأزهر البلخي، يقول: سمعت قتيبة بن سعيد، يقول: قدمت بغداد وما كانت لي همة إلا أن ألقى أحمد بن حنبل، فإذا هو قد جاءني مع يحيى بن معين، فتذاكرنا فقام أحمد وجلس بين يديه، وقال: أمل علي هذا، ثم تذاكرنا، وقام أيضا وجلس بين يديه، وقال: أمل علي هذا يا أبا عبد الله، اجلس مكانك فقال: لا تشتغل بي، فأنا أريد أن آخذ العلم على وجهه، قال الحسن بن سفيان ....... كان أصحاب الحديث .... بن سعيد، فذهب الناس واحتجوا إلي قال الحسن بن سفيان: ......
عبد القدوس بن حبيب بن الكلاعي الوحاظي من أهل الشام، كنيته أبو سعيد، يروي عن نافع ومجاهد والشعبي وعكرمة، سكن فيه وتجول، روى عنه إبراهيم بن طهمان، والعلاء بن موسى والعراقيون، وهو الذي يروي عن الحسن بن ...... وكأنه يضع الحديث على الثقات داخل كتبه ...... الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، وكان ابن المبارك يقول: لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عن عبد القدوس. زيد بن أسلم أبو سلمة مولى عمر بن الخطاب من ثقات التابعين يروي عن ابن عمر وأبيه، روى عنه مالك والناس، توفي في السنة التي استخلف أبو جعفر فيها في ذي الحجة في العشر الأول منه سنة ست وستين ومائة. والده أسلم مولى عمر، يكنى أبا خالد، هو من سبي عين التمر ابتاعه عمر في سنة إحدى عشرة، يقال أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وهو من الحبشة مات وهو ابن مائة سنة وأربع عشرة سنة صلى عليه مروان بن الحكم، روى عنه ابنه زيد ونافع وسماك الحنفي.
Page 19
(19) -[20] أخبرنا أبو علي الشافعي، ثنا أبو الحسن بن فراس، ثنا الديبلي، ثنا عبد الحميد، ثنا حماد بن زيد، عن بشر بن حرب، قال: قلت لابن عمر،: الدرهم بالدرهمين، قال: عين الربا فلا تقربه، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يأخذ إلا مثلا بمثل "
بشر بن حرب هو أبو عمرو الندبي، وندب حي من الأزد، عداده في أهل البصرة، روى عنه الحمادان، وهو ضعيف، تركه يحيى القطان، وكان ابن المديني لا يرضاه لانفراده عن الثقات ما ليس في أحاديثهم، مات في ولاية يوسف بن عمر على العراق، وكانت ولايته من سنة إحدى وعشرين ومائة إلى سنة أربع وخمسين ومائة، وسئل يحيى بن معين عن بشر بن حرب، فقال: ضعيف، حدثنا ابن إياس الأودي، قال: ابن حبان الأودي البارقي ثقة من التابعين، يروي عن ابن عمر. سوار بن مصعب المؤذن الهمداني أبو وائل، روى عنه العلاء بن موسى، كان ممن يأتي المناكير عن المشاهير، حتى يسبق إلى القلب أنه كان المعتمل لها، عنه أيضا وكيع وقراد وأبو الربيع الزهراني، قال جعفر بن أبان: قلت ليحيى بن معين: سوار بن مصعب قال: ضعيف. أبو حمزة أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم من بني مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم سكن البصرة أيام عمر بن الخطاب، وكان مستجاب الدعوة، مات سنة إحدى أو ثلاث وتسعين، وقال خراش بن مهاجر: آخر من مات من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالبصرة أنس بن مالك سنة أربع وتسعين، قلت: وعاش أنس مائة وستين سنة، وكان يصفر لحيته بالورس، وسمي النجار نجارا؛ لأنه قتل رجلا بالفأس، فسمي نجارا. أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر القرشي، رأى جماعة ممن لهم صحبة أو رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم: أنس بن مالك، وسهل بن سعد، والسائب بن يزيد، ومحمود بن لبيد، وعبد الله بن ثعلبة بن صعير، وأبو الطفيل، وسنين أبو جميلة، وأبو أمامة بن سهل، وعبد الرحمن بن أيمن، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وعبد الله بن عمر، وكان الزهري من أحفظ أهل زمانه للسنن وأكثرهم تبعا لها وتفقها فيها على ورع وفضل ودين وله أخ، يقال له: عبد الله بن مسلم كان أسن من الزهري، كنيته أبو محمد، سمع ابن عمر وأنسا، ومات قبل الزهري، روى عنه الزهري، وروى عن الزهري ابن عيينة، وقال: والخلق، مات ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائة، وقبره على قارعة الطريق مشهور يراد، وذلك أنه أوصى أن يدفن على قارعة الطريق ليمر به المار فيدعو له، فعسى أن يكون أخياره يدعوه واحد منهم وقبره كأنه موضع واسمه بداوة، شعب بين المدينة والشام. وأبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد المروزي شيخ ثقة، كان ببغداد مستقيم الحديث. أبو المعتمر سليمان بن طرخان التيمي مولى بني مرة، وقد قيل: أنه مولى القيس، كان ينزل في بني تيم، فنسب إليهم، وكان من موالي عمرو بن مرة بن عباد بن ضبيعة، وكان من عباد أهل البصرة وصاحبهم ثقة وإتقانا وحفظا، يروي عن أنس، روى عنه الثوري وسعيد وابن عيينة والناس، مات سنة ثلاث وأربعين ومائة. محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري القاضي من أهل البصرة ولي القضاء بالبصرة بعد معاذ بن معاذ، يروي عن التيمي وحميد الطويل وهشام بن حسان وعبد الله بن عون بن أرطبان، روى عنه أبو الريبة الزهراني وأبو مسلم الكشي وأهل العراق، وهو ثقة من أتباع التابعين، مات سنة خمس عشرة ومائتين في رجب. أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزار من محدثي بغداد شيخ ثقة عنده فوائد كثيرة يروي عن أبي مسلم الكجي، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، ويحيى بن محمد الجنان، ويوسف بن يعقوب القاضي والناس، أملى ببغداد روى عنه أبو الحسن علي بن بشري والخلق. أبو الحسن علي بن بشري الليثي، وبشري كان مولى أبي الفضل بن أبي جعفر بن ...... التاجر، وهو شيخ وقته ثقة وإتقانا وزهدا وورعا وحفظا، وكان شيخ المتصوفة ومن حفاظ الحديث وكبراء زمانه رحل وطاف البلاد، ورأى العباد من المشايخ والأئمة، وجمع أسامي مشايخه على المعجم، وقع عنده من العوالي والغرائب ما لم تقع عند غيره، رأى الإمام أبا عبد الله بن منده الأصبهاني بها، وأبا الشيخ الأصبهاني وأبا الحسن الآبري، وأبا عبد الله، وأبا عبد الرحمن ابني أبي حاتم عدي بن حمدويه الصابوني، وأبا عمر النوقاني، وأبا عبد الله بن خفيف بشيراز، وكان شكسا نكدا كتوبا، قال الإمام عبد الله الأنصاري أحد مشايخي أبو الحسن علي بن بشري الليثي السجزي: ما رأيت من المشايخ أوثق منه، وهو رأي السيدواني بمكة، وأبا زرعة الطبري، وأبا عبد الله بن خفيف، وأبا الحسن بن جهضم الهمذاني، والحضري، وأبا بكر الطرسوسي، وأبا عمرو بن نجيد، وأبا بكر ... وأبا بكر .. وغيرهم، وقال أيضا: قال ابن أبي الحسن: قال الشيخ أبو الحسن الحضري: الرجوع من الإشارة إلى العبارة قطع لسان الحقيقة، وقال أيضا: ما رأيت من المشايخ الذين رأيتهم أكثر من ثلاثة، أحدهم الخرقاني والآخر الطاقي والثالث أبو الحسن بن بشري، وهو أوثق في الرواية، وكان الطاقي والخرقاني جاسوسا القلب، وكان مولده في العاشر من رجب سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة، كتب موطأ مالك، وكتب في آخره، وكتب بخطه في المحرم سنة ست وعشرين وأربع مائة، وله سنة وثمانون سنة وخمسة أشهر وعشرون يوما، هذه حكاية خطه، وتوفي في جمادى الآخرة سنة اثنين وستين وأربع مائة، أظن أن قبره لا يعرفه أحد ولا موضع دفنه، روى عنه مشايخ سجستان والغرباء. أبو جعفر الرزاز شيخ ثقة من شيوخ بغداد، يروي عن سعدان، روى عنه أبو علي الخالدي والناس، ولد سنة إحدى وخمسين ومائتين، ومات سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة. أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم بن أسد الختلي، وهم ثلاثة إخوة محمد وعمر وأحمد من مشايخ بغداد، ولد سنة ثمان وسبعين ومائتين، ومات سنة خمس وستين وثلاث مائة. أبو محمد حاتم بن محمد بن يعقوب بن إسحاق بن محمود، فقيه ثقة من شيوخ هراة، يروي عن محمد بن عبد الرحمن الشامي، وأحمد بن جعفر الختلي والناس، أملى في الجامع بهراة سنة ثلاث وستين وثلاث مائة. أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله بن معاذ بن أسد الأزدي العدل المرضي من شيوخ هراة، يروي عن أبي مسلم الكشي وأبي الحسن المطرز، وعلي بن محمد بن عيسى، وأبي المثنى معاذ بن المثنى وعلي بن عبد العزيز، وكبار الناس، روى عنه أهل هراة وغيرهم، سمعت محمد بن الحسين الحاكم الهروي يقول: سمعت أبا عثمان القرشي يقول: توفي أبو علي الرفاء في شهر رمضان سنة ست وخمسين وثلاث مائة. وأما أبو الحسن الدباس فهو شيخ كبير سني من شيوخ هراة عدل ثقة يروي عن الرفاء، روى عنه مشايخنا، توفي في شعبان سنة اثنين وثلاثين وأربع مائة، ودفن بمقبرة خذلبان بهراة. يزيد بن هارون أبو خالد الواسطي مولى جبلة من كبار أتباع التابعين وثقاتهم، قال محمد بن قدامة الجوهري: سمعت يزيد بن هارون يقول: أحفظ خمسة وعشرين ألف إسناد ولا فخر، وأنا سيد من يروي عن حماد بن سلمة وأبي رجاء العطاردي ولا فخر، وكان من خيار عباد الله ممن حفظ حديثه، يخضب بالحمرة، وقد كف بصره قال يزيد: ولدت سنة سبع عشرة ومائة أو ثمان عشرة ومائة، وقال: أنا أكبر من ابن المبارك، وحجاج بن محمد أكبر مني، مات بواسط يوم الشاعرة بشهر ربيع الآخر سنة ست ومائتين، وقال الحسن بن عثمان سنة خمس ومائة، وله أخ، يقال له: العلاء بن هارون، سمع منه حسان بن حسان، روى عنه مسلم بن عبيد، وأبو العباس السقطي، والناس.
Page 20
(20) -[160] أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصاري، أخبرني أبو العباس محمد بن طاهر الصوفي، قال: سمعت أحمد بن أبي عمران، بمكة، يقول: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد بن إشكاب التاجر النيسابوري، حفظا، ثنا أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضيل بن محمد البيهقي الشعراني، قدم علينا من بيهق، ثنا عبد الله بن الحارث الصنعاني، حدثني جوثرة بن محمد البصري العنزي، قال: رأيت يزيد بن هارون في المنام بعد موته بأربع ليال، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: تقبل مني الحسنات وتجاوز عني السيئات ووهب لي التبعات، قال: فقلت: وما كان بعد ذلك؟ قال: وهل من الكريم إلا الكرم، غفر لي ذنبي وأدخلني الجنة، قال: قلت: ما عملت؟ قال: مجالس الذكر والصبر على الحق وطول قيامي في الصلاة وصدق الحديث وصبري على الفقر، قال: قلت: أمنكر ونكير حق؟ قال: إني والذي لا إله غيره لقد أقعداني وسألاني: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ قال: قلت: لمثلي يسأل وأنا يزيد بن هارون كنت في دار الدنيا سبعين سنة، أعلم الناس، قال: فقال أحدهما: صدق هو يزيد بن هارون الواسطي نم نومة العروس فلا روعة عليك، قال: فقال أحدهما: كتبت عن حريز بن عثمان الحمصي؟ قال: قلت: بلى، وكان ثقة في الحديث؟ قال: نعم، كان ثقة في الحديث ولكن كان يبغض عليا أبغضه الله
وأما القاضي أبو الفضل الرشيدي فهو أحمد بن محمد اللوكري، يروي عن أبي بكر المقيد، وأبي علي الخالدي بهراة وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله الرازي ببخارى، وعبد الرحمن بن أبي شريح بهراة، وأبي عمر النوقاني، بسجستان وأبي الفضل الرجائي بسجستان وغيرهم، روى عنه علماء البلدان وسمع منه الجم الغفير، طاف البلاد وروى الأحاديث؛ حيث انتهى وعظم شأنه ، ولقبه زين القضاة وتاج الكفاة زمن أمير المؤمنين، توفي بمرو الروذ سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة ونقل تابوته إلى لوكر في مقبرته. معاذ بن عوذ الله البصري، هو من أهل البصرة، ثقة مستقيم الحديث، إلا أن أبا حاتم بن حبان أدخله في ثقات تبع الأتباع، ولم يخرجه في ثقات أتباع التابعين، وهو من حملتهم في غالب ظنه والله أعلم. حميد الطويل، هو حميد بن أبي حميد الطويل مولى طلحة الطلحات الخزاعي، واسم أبيه تيرويه، وقيل: تير، ويقال: اسم أبيه عبد الرحمن، وقيل: طرخان، وهو الذي يقال له: حميد بن أبي داود وإنما عرف حميد بالطويل؛ لأنه كان قصير القامة طويل اليدين فسمي حميد الطويل، كنيته أبو عبيدة، وقيل: أبو عبيد، من جلة المحدثين والأثبات من التابعين، ولد سنة ثمان وستين، ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة، وقيل: سنة اثنتي وأربعين والأول أشبه، وله يوم مات خمس وتسعون سنة، روى عنه حماد بن سلمة وابن المبارك، ومروان بن معاوية والناس، وكان يدلس، سمع من أنس ثمانية عشر حديثا، وسمع الباقي من ثابت، فدلس عنه، وقال حماد بن سلمة: عامة ما يروي حميد عن أنس سمعه من ثابت، قلت: ولا يلزمني تمييز الأحاديث التي رواها عن أنس من غيرها لانشغالي عنها بغيرها ولست أعلم أن أحدا ميز بينها وبين غيرها والله أعلم. وأما أبو حاتم الرازي فهو محمد بن إدريس بن المنذر شيخ ثقة من تبع الأتباع تكلم في الجرح والتعديل وصنف، يروي عن محمد بن عبد الله الأنصاري، روى عنه ابنه وخلق، مات سنة سبع وسبعين ومائتين. وعبدوس بن محمد ثقة من شيوخ نيسابور، يروي عن أبي حاتم، روى عنه أبو عمر العكبري. عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي، من أهل البصرة أبو وهب يروي عن حميد الطويل، يروي عنه أهل العراق والحارث بن أبي أسامة وعلي بن الحسن بن عبدويه الخزاز، مات ببغداد ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من المحرم سنة ثمان ومائتين. أبو بكر الشافعي ولد بجبل وسكن في بغداد ومات بها ولد سنة ستين ومائتين ومات في ذي الحجة سنة أربع وخمسين وثلاث مائة.
Page 21
(21) -[21] أخبرنا أبو سهل حبيب بن ميمون الواسطي، بهراة، أنبا أبو علي هو الخالدي، أنبا أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب النيسابوري، ثنا أبو نصر اليسع بن زيد بن سهل، بمكة، سنة اثني وثمانين ومائتين، ثنا سفيان بن عيينة، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا قال لشيء كسرته: لم كسرته، وكنت واقفا على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم أصب على يديه الماء، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أعلمك ثلاث خصال تنتفع بها؟ " فقال: بأبي وأمي يا رسول الله، بلى، قال: " من لقيت من أمتي فسلم عليه يطل عمرك، وإذا دخلت بيتك فسلم عليهم يكثر خير بيتك، وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين "
Page 22
(22) -[22] أخبرنا أبو علي الشافعي، أنبا أبو الحسن بن فراس، ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله المقرئ، إملاء، ثنا علي، هو ابن معبد، ثنا يزيد بن هارون، أنبا حميد الطويل، عن أنس، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لبيك بحجة وعمرة "
علي بن معبد، من أهل مصر، من ثقات تبع الأتباع، مستقيم الحديث، يروي عنه يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، روى عنه محمد بن إسحاق بن خزيمة، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد. وفي تبع الأتباع علي بن معبد آخر، وهو علي بن معبد بن شداد العبدي، من أهل مصر، يروي عن الليث بن سعد وعبيد الله بن عمر، وروى عنه المصريون وهو ثقة مرضي، وليس هذا بالأول فيعرف. مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، من أهل الكوفة سكن مكة يروي عن ابن أبي خالد، وحميد الطويل، وعاصم الأحول، روى عنه ابن ملاس والناس، ارتحل إلى دمشق فسمعوا منه بها وعاد إلى مكة ومات بها قبل يوم التروية فجأة سنة ثلاث وتسعين ومائة، قال أحمد بن حنبل: مروان بن معاوية ثبت حافظ، وقال أبو حاتم الرازي: هو صدوق لا يدفع عن الصدق، وتكثر روايته عن الشيوخ المجهولين، وهو من ثقات أتباع التابعين. أبو جعفر محمد بن هشام بن ملاس الدمشقي النميري، سمع مروان بن معاوية، ورأى سفيان بن عيينة ولم يسمع منه، قال ابن أبي حاتم: سمعت منه وهو صدوق، قال أبو العباس الأصم: سألنا أبا جعفر محمد بن هشام عن سنه، فقال: أنا في أربع وتسعين، وكان بشوال، الأصم، سنة ست وستين ومائتين يروي عن هبة الله بن الوليد، وحرملة بن عبد العزيز، روى عنه الأصم ومحمد بن المنذر بن سعيد، توفي سنة سبعين ومائتين، وهو ثقة من تبع الأتباع. أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي البغدادي المقرئ النحوي من مشايخ نيسابور شيخ ثقة متدين صاحب حديث وسنة، يروي عن الأصم، روى عنه مشايخ البلدان، توفي سنة أربع وعشرين وأربع مائة. أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين بن سليمان بن أحمد بن محمد بن القاسم بن سليمان بن سليط الأديب النيسابوري شيخ جليل واصل يروي عن الأصم، روى عنه الناس. أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي، من أهل نيسابور شيخ ثقة، وكان أبوه ينفق على الأصم، وكان لا يحدث حتى يحضر أبو سعيد، وإذا غاب عن سماع جزء عاد له، يروي عن الأصم، روى عنه الأئمة والكبار، توفي في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وأربع مائة.
Page 23
(23) -[23] أخبرنا الإمام عبد الله الأنصاري، ثنا أبو نصر منصور بن الحسين بن محمد بن أحمد بن القاسم المفسر، قرأت عليه فأقر به، وكان مثبتا صدوقا وأبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين بن سليمان بن أحمد بن محمد بن القاسم بن سليمان سليط الأديب النيسابوري، قالا: ثنا أبو العباس الأصم، وأخبرنا القاضي صاعد بن سيار الهروي، أنبا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي النيسابوري، ثنا الأصم النيسابوري، ثنا محمد بن هشام بن ملاس، ثنا مروان بن معاوية، ثنا حميد، قال: سئل أنس،: " هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لم يشنه الشيب ولكن خضب أبو بكر بالحناء والكتم، وخضب عمر بالحناء "، في رواية أبي نصر: والكتم
علي بن عاصم مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق كنيته أبو الحسن، من أهل واسط، يروي عن محمد بن سوقة، وحصين، مات سنة إحدى ومائتين، كان مما يخطئ ويقيم على خطئه، فإذا بين له لم يرجع، وكان شعبة يقول: أفادني علي بن عاصم، عن خالد الحذاء أشياء، سألت خالدا عنها فأنكرها، وكان أحمد بن حنبل يسيء الرأي فيه، والذي عندي في أمره ترك ما انفرد به من الأخبار والاحتجاج بما يوافق الثقات؛ لأن له رحلة وسماعا وكتابة، وقد يخطئ الإنسان فلا يستحق الترك، وأما ما بين له من خطئه فلم يرجع فيشبه أن يكون في ذلك متوهما أنه كما حدث به، ذكر جميع ذلك ابن حبان في المجروحين، وقال أيضا: سمعت محمد بن علي القاروري يقول: سمعت محمد بن إبراهيم بن الجنيد يقول: سمعت علي بن عاصم، يقول: لما أردت الخروج في طلب العلم دفع إلي أبي مائة ألف درهم، واشترى لي بغلا بألف، فخرجت وأردفت هشام بن بشير، ثم رجعت إلى أبي بمائة ألف حديث، قلت: وما بعد، فهو شيخ جليل خرجه الأئمة في الصحاح، يروي عن حميد، روى عنه عيسى بن أحمد العسقلاني، أدخله أبو بكر الطرخان في صحيحه. وأما أبو يحيى عيسى بن أحمد العسقلاني من أهل بلخ ثقة شيخ تبع الإثبات، يروي عن يزيد بن هارون، وعلي بن عاصم، روى عنه أبو بكر الطرخان وأهل بلده، مات في رجب سنة ثمان وستين ومائتين. أبو همام الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني من أهل بغداد، يروي عن إسماعيل بن جعفر، روى عنه أبو يعلى الثقفي وأبو العباس وهو ثقة من تبع الأتباع، مات ببغداد سنة ست وأربعين ومائتين يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة بقت من شهر ربيع الأول. أبو زكريا يحيى بن عمار بن يحيى بن عمار بن العنبس الشيباني النيهي السجزي إمام وقته دينا وإيمانا وعلما وصياغة، كان سلطان العلماء في عصره وتحول إلى هراة عند جور الأئمة .... الظلمة، وعظم شأنه من أهل هراة، وكثر تبعه، وصار مقدما على أئمة هراة، وانتشرت طريقته وسيرته بينهم، وجعلوه بينهم، ومن الله إماما مرضيا، يروي عن أبيه وأبي عبد الله وأبي عبد الرحمن ابني عدي بن حمدويه الصابوني وأبي علي الرفاء، روى عنه الإمام أبو عبد الله الأنصاري، وأبو نصر الطبسي، وعبد الواحد الهروي والناس، توفي بهراة في السادس عشر من ذي القعدة سنة اثنتي وعشرين وأربع مائة، ودفن بخذابان وصلى عليه الإمام أبو الفضل بن أبي ... الزاهد.
Page 24