174

Al-Munṣif li-Ibn Jinnī, Sharḥ Kitāb al-Taṣrīf li-Abī ʿUthmān al-Māzinī

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Publisher

دار إحياء التراث القديم

Edition

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Publication Year

أغسطس سنة ١٩٥٤م

وقوله: فتجريه مجرى جعفر، يريد أنك تقول: "ضَرْبَبٌ"، فتُظهر الباء الأولى ولا تدغمها١، فلا تقول١: "ضَرَبّ" لئلا يزول الغرض، وهذا البناء يجيء على ضربين:
أحدهما: أن تبني بلا تكرير، وذلك أن تبني ثلاثيا من ثلاثي، أو رباعيا من رباعي، أو خماسيا من خماسي.
فالثلاثي: نحو بنائك من ضَرَبَ مثل "عَلِم"، فتقول: "ضَرِبَ"، ومثل "ظَرُفَ" تقول: "ضَرُبَ".
والرباعي: أن تبني من دحرج مثل "سِبَطْر"، فتقول: "دِحَرْج"، ومثل "هجرع" فتقول: "دحرج".
والخماسي: أن تبني من سفرْجل مثل "جِرْدَحْل"، فتقول: "سِفْرَجْل"، ومثل "جَحْمَرِش" فتقول: "سَفْرَجِل" وما أشبه ذلك.
فهذا كله، إنما غيرت بناء المبني منه وأصرته إلى مثل٢ حال المثال المطلوب من الحركة والسكون، فهذا الضرب لا تحتاج فيه إلى تكرير؛ لأن أصول المبني منه في عدة أصول المثال المطلوب.
وأما٣ ما يحتاج إلى التكرير عند بنائه، فأن تبني رباعيا من ثلاثي نحو: جعفر من ضرب "ضَرْبَب"، أو أن تبني خماسيا من رباعي، فتبني من دحرج مثل: سفرجل، فتقول: "دَحَرْجَج". فإن بنيتَهُ من الثلاثة قلت على قياس "صَمَحْمَح: ضَرَبْرَب"، وعلى قياس "حَبَنْطى: ضَرَنْبى" ومن كرر اللام قال: "ضربب".

١، ١ ظ، ش: فتقول.
٢ مثل: ساقط من ظ، ش.
٣ ظ، ش: فأما.

1 / 174