228

Munsif Li Sariq

المنصف للسارق والمسروق منه

Investigator

عمر خليفة بن ادريس

Publisher

جامعة قار يونس

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٩٩٤ م

Publisher Location

بنغازي

وقال البحتري: رُبّ عظم قَدْ هَضته كان ذا جبرٍ ... وعظمٌ منعته أن يهاضا وفي البيت الأول من قول البحتري تمثيل للكسر بالزجاجة التي لا جبر لها وجعل الممدوح ممن لا يجبر وهي كسره، ومثل ذلك قول القائل: لا يجْبرُ النّاسُ عَظْمَ ما كَسرُوا ... ولا يهيضُونَ عظم ما جَبرُوا وهذه أبيات متقاربات المباني والمعاني تدخل في المساواة. ويتلوها قصيدة أولها: عَزيزٌ أسىً من داؤُهُ الحدقُ النُّجلُ ... عَياءً به ماتَ المُحبّون مِنْ قَبْلُ هذا يقرب من قول ابن المعتز. يا مَنْ يَلومُ على الهوى ... دَعْني فذا داءٌ قديمُ هذا أرق وأعذب من بيت أبي الطيب وإن كان معناهما غير غريب وهذا من نقل العذب من القوافي إلى المستكره الجافي. وقال المتنبي: ومَنْ شاءَ فَلْينظُرْ إليَّ فمنظري ... نذيرٌ إلى مَنْ ظنّ أنّ الهوى سَهْلُ يقرب هذا من قول محمد بن عبد الملك الزيات: مَنْ سَرهْ أنْ يرى مَيت الهوى ... دنفًا، فليستدل على الزيات وليقف

1 / 328