Munqidh
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
Genres
الله - أو الخير الواحد الأسمى - هو علة هذه المشاركة.
فالحياة تكون في هذه المشاركة، والله هو علة كل خير ووجود،
10
وليس للأشياء ولا لعالم التجربة والظاهر من وجود إلا بقدر ما تقاس بالنموذج أو المثال الذي يضعه الفكر، بقدر ما يمكنها أن تشارك فيه.
المشاركة هي شرط الفكر الموضوعي والمعرفة نفسها. لم يقرر أفلاطون طبيعة هذه المشاركة إلا في مرحلة متأخرة من تطوره:
نقول في الأحكام والقضايا الحملية: أ هي ب «هذه دائرة»، أو س هي م «أثينا مدينة». والكينونة هنا تعبر عن التساوي. لكن حين يقاس كلاهما بحقيقة الدائرة أو بحقيقة المدينة يصبح معناها الشوق والنزوع والطموح للمشاركة، فكل ما هو تجريبي يشتاق للمشاركة في الوجود الكامل الموجود في ذاته، أو للخير الذي تمثله سائر المثل كل من ناحيته.
فالله أو الخير الأسمى هو سبب المثل وعلتها «لأنها تشارك فيه»، كما هو سبب عالم الأشياء والظواهر «لأن كل شيء يمكن أن يشتاق للمشاركة في المثل».
هذا الإمكان
11
لا يأتي من المثل نفسها، فهي مكتفية بذاتها، بل يأتي من الله «الذي يفوق الوجود في الرتبة - أو الشرف والكرامة - والقوة»؛ إذ لولا خيريته ما كان هناك ثبات.
Unknown page