Munāẓarāt Ibn Taymiyya maʿa fuqahāʾ ʿaṣrih
مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره
Publisher
دار الكتاب العملي
Publication Year
1405 AH
وأما أحاديث النزول إلى السماء الدنيا فمتواترة، وحديث دنوه عشية عرفة فأخرجه مسلم، ولا نعلم كيف ينزل، ولا كيف استوى.
ابن مطهر : إن العبد لا تأثير له في الكفر ولا المعاصي.
ابن تيمية : تقول باطل، بل جمهور من أثبت القدر يقول أن العبد فاعل بفعله حقيقة، وإن له قدرة واستطاعة. ولا ينكرون تأثير الأسباب الطبيعية، بل يقرون بما دلَّ عليه الشرع والعقل من أن الله تعالى يخلق السحاب بالرياح، وينزل الماء بالسحاب، وينبت النبات بالماء، والله خالق السبب والمسبب، ومع أنه خالق السبب فلا بد له من سبب آخر يشاركه، ولا بد له من معارض يمنعه، فلا يتم أثره - مع خلق الله تعالى له - إلَّا بأن يخلق الله تعالى السبب الآخر ويزيل الموانع، ولكن ما قلته هو قول الأشعري ومن وافقه، لا يثبتون في المخلوقات قوى ولا طبائع، ويقولون: قدرة العبد لا تأثير لها في الفعل.
وأبلغ من ذلك قول الأشعري: إن الله فاعل فعل العبد وإن فعل العبد ليس فعله بل كسب له، وإنما هو فعل الله تعالى فقط. وجمهور الناس والسُّنة على خلاف قوله، وعلى أن العبد فاعل لفعله حقيقة.
ابن مطهر : - أباحوا البنت من الزنا، وسقوط الحد على من نكح أمه وأخته عالماً بالتحريم، وعن اللائط. وإلحاق نسب المشرقية بالمغربي، فإذا زوج ابنته وهي في المشرق برجل هو وأبوها في المغرب، ولم يفارقه لحظة حتى مضت له ستة أشهر فولدت البنت ألحق المولود بالرجل. وإباحة النبيذ والوضوء به مع مشاركته الخمر في الإِسكار. والصلاة في جلد الكلب، وأوجبوا الحد على الزاني إذا كذب الشهود، وأسقطوه إذا صدقهم، فأسقطوا الحد مع الاجتماع والبينة، وأباحوا أكل الكلب، واللواط بالعبيد، وأباحوا الملاهي.
ابن تيمية : ما من مسألة من هذه المسائل إلَّا وجمهور السُّنة على خلافها. وأنتم يوجد فيكم - معشر الرافضة - أما اتفاقاً وأما اختلافاً أضعاف ذلك، كترك الجمعة والجماعة وتعطلون المساجد، وتعمرون المشاهد التي على القبور، كما صنف منكم (المفيد) كتاباً سماه (مناسك حج المشاهد) وفيه الكذب والشرك،
32