13 تموز 1744م
أما البابا بيوس المالك سعيدا فيقول: «إن حق تولية البطريركية في الحالة الحاضرة نقل استنادا إلى التدبير الاستثنائي بكليته إلى الكرسي الرسولي.»
أما هذا التدبير الاستثنائي فقد أجراه البابا الحالي بكلمة منه لتيسران، وحجته أن كنيستنا «كانت تمتحن بصعوبات خاصة لأسباب متعددة.» ولذلك هدموا بيتها على رأسها وقالوا لها: نامي.
وبناء على ما أقول: إن تدخل قداسته وانتخابه لنا بطركا لا يشبه قط ظروف البطرك سمعان، وإذا قالوا - كما قرأت في صحف شتى: «إن للحبر الأعظم أن يسترد ما وهبه أسلافه.» فأنا أجيب هؤلاء القائلين: «لا تنسوا كلمة: القديم على قدمه، والحق المكتسب لا يؤخذ من صاحبه.» فالبابا بناديكتوس هو الذي أثبت المجمع اللبناني، ثم أمر بأن حقنا لا يؤخذ منا كما تقدم.
وأخيرا، فلنحسبه دينا مر عليه الزمن ومات، فالرسائل المتبادلة تحييه، ثم لا ننس أن البطركية زعامة، وما كان الموارنة إلا قبيلة يربطها برومية الدين، وزعيمها بطريركها. وهذا هو معنى بطريق.
ألا يعني البابا في قوله: «كنيستنا المهددة بالأخطار.» أن بطركنا أنطون لم يتنازل عن حقوقه، وأن المطارنة حزبيون.
ومتى كانوا في حياتهم ودهرهم غير حزبيين؟
ومع ذلك ما خرجوا يوما إلا منتخبين، وإذا شعر وجوه الطائفة أن الخلاف يهدد الانتخاب طوقوهم حيث هم مجتمعون، وأجبروهم على الاتفاق كيلا تلتجئ رومية إلى حقها في التعيين.
كان في إمكان صاحب القداسة أن يدعهم وشأنهم إلى الوقت الذي يحدده المجمع اللبناني، وإذا لم يتفقوا آل الحق إلى قداسته.
كان بإمكان قداسته أن ينتظر مدة اثني عشر يوما تسفر نهايتها إما عن بطرك منتخب، وإما عن بطرك مختار طبقا لنصوص المجمع اللبناني.
Unknown page