فكما تعلمت أنا امرأ القيس وعنترة والنابغة إلخ ... كذلك تعلم ابني وسيتعلم الآخر، والفرق بيننا أنني كنت أتعلم للعلم، وكلاهما تعلم ويتعلم لينالا البكالوريا.
شعر العرب أن لكل إقليم خاصة فقالوا: شعر حجازي، تحس فيه البرد في تموز.
أما لبنان فيدرس أبناءه أدب كل إقليم عربي وغربي إلا أدب بلاده! ومع ذلك نقول: وزارة التربية الوطنية!
أفي هذا البرنامج لبناني؟ نعم، هناك إبراهيم اليازجي، ولكننا لا نقرئهم له حرفا يوحي إليهم شيئا.
وهناك مقدمة الإلياذة، لسليمان البستاني، ومقدمة الإلياذة لا يستغني عنها من يتعلم تاريخ الآداب العربية.
عندما اجتمعنا لترميم منهاج البكالوريا سنة 1932م، رأيت مستشار المعارف يوم ذاك المسيو كوانته، يتجه دائما في اختياره إلى أدباء الفرنجة الذين كتبوا عنا شيئا، فيخص أبناءنا بهم، وبالضد رأيت رفاقنا في ذلك المجمع - مجلس المعارف الأعلى - يقصون كل كاتب لبناني عن منهاج البكالوريا اللبنانية؛ لأنه لا يمثل هواهم الطائفي.
لست أتوقع اجتراح العجائب إذا عدل هذا المنهاج، فمثل هذا النهج يقتل قوة الاستنباط، ويخمد جذوة الهمم والاستقلال العقلي، فأكبر هم بنينا اجتياز المحنة بسلام.
ومع كل ما تقدم، فليس كل الشر في المنهاج، فأساتذتنا وأولادنا وأكثر موظفي التربية الوطنية في «البداغوجي» سواء بسواء، حتى إننا لا ندري من هو المربي ومن هو المربى.
هذا مخجل. وإذا قلنا الصحيح ولم نحاب أحدا قلنا: إن المدارس الأجنبية هي التي تؤدي مهمتها؛ لأنها جاءت لتخدم دولها، وها هي تخدمها على أرض لبنانية، وتحت سماء لبنانية، وهي في مأمن وعصمة من التفتيش.
إن التفكير يصير التقليد والممارسة صالحين للزمان والمكان، فمن فكر منا في إبداع أمر يتفق وميول أبنائنا وطموحهم؟
Unknown page