إلى هذا أقول: إن القانون لا يشغل نفسه بالتوافه. اسمع يا أخي، متى عملنا بهذا القانون نظل كما كنا ولا يجنف على أحد، بنت غيرك تجيء إلى بيتك، ومعها مثل الذي أخذته بنتك. أما إذا كنت تشكو كثرة بناتك، فلماذا لم توص على صبيان؟ ... الشرع لا ينظر إلى حال فلان وفلان. اسكت أفضل لك؛ لئلا تنعت بالتأخر عن ركب المدنية.
إني أنظر إلى عالم الغيب وأرى لبنان، هذا البلد الصغير، قد حطم قيوده العتيقة، وقد خلت أرضه من جميع الطفيليات التي تعيش على جذع الطائفية. أتخيل كيف يصير الأولون آخرين، والآخرون أولين، كما قال يسوع المسيح، وإذ ذاك يأكلون خبزهم بعرق جبينهم، ولا يعود يأتيهم الرغيف المقرص من ذقن ...
فإلى المشرف على إدارة هذه الدولة أقول: ليست الشرائع مثل قصب المص؛ لتؤكل عقدة عقدة، والمسيح قال: «ما جئت لأحل الناموس، بل لأكمل، فكمل يا سيدي ولك الأجر عند الله والمدنية.»
لا يجوز أن نعدل الميراث ونترك غيره، فكل هذه الشئون يتبع بعضها بعضا.
إن سجلات كنائسنا مثل دفاتر اللحامين، لا تعرف منها من مات ومن عاش، ومن ترهب ومن ومن ...
يا بحر الله، خذ عبد الله. وبما أن رجال الدين أصبحوا سياسيين، ولهم في كل عرس قرص؛ فلنجعل كل شيء مدنيا.
أتؤخذ ضريبة من جميع الناس إلا هم، بينما دخل المتقدم في الأخوة منهم يفوق دخل الكثيرين من المواطنين، أليسوا يرافقون البشر من المهد إلى اللحد وإلى ما بعد القبر؟
فإلى المسئولين في لبنان أقول: بدأتم فكملوا والله معكم.
وإلى ذلك القروي المسكين الخائف على ملكوت السماء أقول: يصيبك ما يصيب أيزنهاور، فهكذا تزوج وما خاف على شيء، وأيزنهاور رجل مؤمن أكثر منك ومن غيرك، فعندما طار إلى إنكلترا ليتولى قيادة جيوش الحلفاء في الحرب الأخيرة كان الشيء الوحيد الذي اصطحبه الكتاب المقدس، وسوف يموت متكلا على الرحمن الرحيم بعد عمر طويل؛ لأنه مدني مؤمن،
1
Unknown page