Mulhaq Aghani
ملحق الأغاني (أخبار أبي نواس)
Investigator
علي مهنا وسمير جابر
Publisher
دار الفكر للطباعة والنشر
Publisher Location
لبنان
كان محمد الأمين يعربد إذا سكر وأراد كوثر أن يطرف الأمين بابي نواس فجمع بينهما فقال أبو نواس لكوثر إن السقي إليك فارفق به يعني محمدا فإنه إذا سكر عربد وقتل قال فجعل كوثر يسقيهما ثم إن محمدا غلب عليه السكر فقال لكوثر جئني برأس أبي نواس فأخذه كوثر فقال له قد أمرت بقتلك ولا بد من إمضاء الأمر فيك فقال له أبو نواس أنا والله اصحى من أبي حنيفة والرجل سكران وليس يحب قتلي ولكنه مغلوب قال وما يدريك لا بد من إنفاذ أمره فقال أغلق علي أي المجالس شئت وأقفل وأنا فيه حتى يصبح ففعل ذلك واستوثق منه فلما نهض من سكره قال أين أبو نواس فقال له كوثر قتلته يا سيدي البارحة بأمرك فزبر كوثرا وصاح عليه وقال والله لو قتلته قتلتك فأتى كوثر ففتح عليه وجعل يضاحكه ويلاعبه ويقول له انت ساحر أنت شيطان ثم قال دعني وإياه يا بن الفاعلة والله لأفعلن به ولاصنعن فلما نظر إليه قال له أبو نواس إنما أنت عربيد فجعل لا يدع بليه إلا قالها ومحمد يضحك فمما قال
( نديمي ليس منسوبا
إلى شيء من الحيف )
( سقاني ثم حياني
كفعل الضيف للضيف )
( فلما دارت الكأس
دعا بالنطع والسيف )
( كذا من يشرب الماء
مع التنين في الصيف )
فأمر له بجائزة ومركب وقال الزم المنادمة
وروي في هذه الأبيات غير هذا وهو أن القاسم بن الرشيد كان ماجنا وكان أجمل أهل زمانه فقال يوما لأبي نواس سألتك بالله لما صدقتني عما أسألك قال إي وحياتك يا سيدي قال أتشتهيني قال ما خطر ببالي هذا قط فقال القاسم بلى قد رأيتك تنظر إلي بشهوة فبحياتي عليك إلا صدقتني فقال يا سيدي ما أظن أحدا من العباد يراك فيعافك فقال يا بن الفاعله ثم أمر به أن يشد ويضرب عنقه فأنشأ يقول
( نديمي غير منسوب
إلى شيء من الحيف )
وتروى هذه الأبيات للحسين بن الضحاك يقولها لإبراهيم بن المهدي
Page 157