============================================================
بالله ان اكون ممن اذا قيل له : اتق الله أخذته العزة بالائم ، والموعظة فينا نزلت ومنا خرجت، وأنت يا قائلها أحلف بالله ما الله بها أردت ولا وجمة قصدت ولكن أردت أن يقال : قام فقال فعثوقب فصير. وأهون بها من قائلها واياكم معشر الناس وأمثالها وأشهد أن محمدا عبده اورسوله، وعاد الى خطبته كأنما يقرؤها من قرطاس . ومن قوله: التعريض عقوبة الاحرار ، والاماني مخايل (170) الجهال . وكان يحب المواعظ ويسع خشن الكلام ويحتمله* وممايؤثر من ذكائه : لما دخل المدينة قال للربيع : اطلب لي رجلاء يعرفني دور الناس فأني احب أن أعرفها ، فجاء برجل فركب معه وشرط ان لا يبتدئه حتى يساله* فلما فارقه أمر له بألف درهم، فطالب الرجل الربيع، فقال : ما قال لي شيثا فاذا ركب غدا فاذكره فلسا كان من الغد ركب المنصور على العادة ولا يرى موضعا للكلام، فلما أراد ان يفارقه قال له مبتدئا : وهذه يا أمير المؤمنين دار عاتكة التي يقول فيها الأحوص : يا بيت عاتكة التي أتغزل حذر العدى وبه الفؤاد موكتل، فأنكر المنصور ابتداءه وأمرء القصيدة على قلبه فاذا فيها : وأراك تفعل ما تقول وبعضهم مذق الحديث يقول ما لا يفعل فعلم أته لم يأخذ ما أمر له به، فضحك وقال : ياربيع آلف درهم وعدته بها وألف أخرى 1601) في خلاصة الذهب ص 1ه مخائل " والصواب مخايل بالياء لان الياء اصلية لا مجتلبة ولا شاذة الابدال.
15
Page 135