195
أقوال العلماء في وجوب اتباع الرسم العثماني
أولا: موقف السلف من الرسم العثماني:
وهو مذهب أئمة الأمة وعلمائها، وهم الجمهور، فقالوا: إن كتابة المصحف بالرسم العثماني أمر واجب، لا يجوز العدول عنه، وهؤلاء أهل القرون المفضلة ومن بعدهم.
واستدلوا بأن هذا الرسم كتب به كتاب الوحي بين يدي الرسول ﷺ، وعلى رأسهم زيد بن ثابت، وأقرهم على كتابتهم، وكان يملي على كتاب الوحي ويرشدهم في كتابته، واستدلوا بأنه ﷺ كان يضع لهم القواعد، من ذلك قوله لمعاوية ﵁: «ألق الدواة، وحرف القلم، وانصب الباء، وفرق السين، ولا تعور الميم، وحسن الله، ومدّ الرحمن الرحيم، وضع قلمك على أذنك اليسرى، فإنه أذكر لك» (١).
وقال الشيخ محمد طاهر الكردي: «فقد ورد عن زيد بن ثابت أنه قال: كنت أكتب الوحي عند رسول الله ﷺ، وهو يملي عليّ، فإذا فرغت، قال: اقرأه، فأقرؤه، فإن كان فيه سقط أقامه» (٢).
ثم استمرت كتابة القرآن على هذا النحو في عهد أبي بكر ﵁ ثم حذا حذوه عثمان بن عفان في خلافته، فاستنسخ تلك الصحف في مصاحف، وأقر الصحابة عمله.

(١) تقدم بيان ضعف هذا الأثر ص ٦١.
(٢) انظر: تاريخ القرآن وغرائب رسمه ص ٦١.

1 / 200