209

Mukhtasar Sira

مختصر سيرة الرسول - مطابع الرياض

Publisher

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

أن يمن عليهم بالسبي والأموال، فقال: «إن معي من ترون، وإن أحب الحديث إلي أصدقه. فأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم، أم أموالكم؟»، فقالوا: ما كنا نعدل بالأحساب شيئا. فقال: «إذا صليت الغداة فقوموا، فقولوا: إنا نستشفع برسول الله ﷺ على المؤمنين، وبالمؤمنين على رسول الله أن يرد إلينا سبينا» .
فلما صلى رسول الله ﷺ الغداة قاموا، فقالوا ذلك، فقال رسول الله ﷺ: «أما ما كان لي ولبني عبد المطلب: فهو لكم، وسأسأل لكم الناس» .
فقال المهاجرون والأنصار: ما كان لنا فهو لرسول الله ﷺ.
وقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا. وقال عيينة بن حصن: أما أنا وبنو فزارة فلا. وقال عباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا فقالت بنو سليم: ما كان لنا فهو لرسول الله ﷺ، وقال العباس: وهنتموني.
فقال رسول الله ﷺ: «إن هؤلاء القوم قد جاءوا مسلمين. وقد استأنيت بسببهم، وقد خيرتهم، فلم يعدلوا بالأبناء والنساء شيئا. فمن كان عنده شيء فطابت نفسه بأن يرده، فسبيل ذلك. ومن أحب أن يستمسك بحقه فليرده عليهم، وله بكل فريضة ست فرائض من أول ما يفيء الله علينا» فقال الناس: قد طيبنا ذلك لرسول الله ﷺ. فقال: «إنا لا نعرف من رضي منكم ممن لم يرض، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم. فردوا عليهم أبناءهم ونساءهم، وكسا النبي ﷺ السبي قبطية قبطية» .

1 / 213