Mukhtaṣar Ṣifat al-Ṣafwa li-Ibn al-Jawzī
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
Genres
إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يدني من الأجل
الأسود بن كلثوم
كان إذا مشى لا يجاوز بصره قدميه، فكان يمر بالنسوة، وفي الجدر يومئذ قصر، ولعل إحداهن أن تكون واضعة ثوبها أو خمارها، فإذا رأينه راعهن. ثم يقلن: كلا إنه الأسود بن كلثوم.
فلما قرب غازيا قال: إن نفسي هذه تزعم في الرخاء أنها تحب لقاءك، فإن كانت صادقة فارزقها ذلك، وإن كانت كارهة فاحملها عليه وإن كرهت، وأطعم لحمي سباعا وطيرا.
فانطلق في خيل فدخلوا حائط فنذر بهم العدو فجاءوا فأخذوا بثلمة الحائط، فنزل الأسود عن فرسه فضربها حتى عادت فخرج وأتى الماء فتوضأ ثم صلى.
قال: يقول العجم: هكذا استسلام العرب إذا استسلموا ثم تقدم فقاتل حتى قتل. قال: فمر عظم الجيش بعد ذلك بذلك الحائط فقيل لأخيه لو دخلت فنظرت ما بقي من عظام أخيك ولحمه قال: لا، دعا أخي بدعاء فاستجيب له فلست أعرض في شيء من ذلك.
من الطبقة الرابعة
أيوب بن أبي تميمة السختياني
قال أيوب: عن قوما يريدون أن يرتفعوا فيأبى الله إلا أن يضعهم وآخرين يريدون أن يتواضعوا ويأبى الله إلا أن يرفعهم.
وقال: وكان النساك يومئذ يشمرون ثيابهم وكان أيوب لا يفعل.
قال حماد بن زيد: كنت أمشي مع أيوب فيأخذ في طرق إني لأعجب له كيف يهتدي لها فرارا من الناس أن يقال هذا أيوب.
ميمون الغزال قال: كنا عند الحسن فجاء أيوب فسلم عليه فلما مضى، وكان حيث لا يسمع، قال: أنا الحسن: هذا سيد الفتيان. وفي رواية أخرى: قال الحسن: أيوب سيد شباب أهل البصرة.
قال شعبة: ربما ذهبت مع أيوب في الحاجة أمشي معه فلا يدعني، فيخرج ههنا وههنا لكي لا يفطن له.
وقال شعبة: قال أيوب: ذكرت وما أحب أن أذكر.
قال الحميدي: لقي سفيان بن عيينة ستة وثمانين من التابعين، وكان يقول: ما رأيت مثل أيوب.
كان أيوب يقوم الليل يخفي ذلك فإذا كان قبيل الصبح رفع صوته كأنه إنما قام تلك الساعة.
قال أيوب السختياني: إذا ذكر الصالحون كنت منهم بمعزل.
Page 311