242

Mukhtaṣar Ṣifat al-Ṣafwa li-Ibn al-Jawzī

مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى

Genres

Sufism

قالت: فلا يزال على هذا ونحوه حتى يصبح. قال: وكان قد كل من الاجتهاد جدا وتغير لونه.

قال سكين: فلما مات وراد فحمل إلى حفرته نزلوا إليه ليدفنوه في حفرته فإذا اللحد مفروش بالريحان، فأخذ بعض القوم الذين نزلوا إلى القبر من ذلك الريحان شيئا فمكث سبعين يوما طريا لا يتغير. يغدو الناس ويروحون وينظرون إليه: قال: فكثر الناس من ذلك حتى خاف الأمير أن يفتتن الناس، فأرسل إلى الرجل فأخذ ذلك الريحان وفرق الناس. قال: وفقده الأمير من منزله لا يدري كيف ذهب?

أسيد الضبي بكى أسيد الضبي حتى عمي، وكان إذا عوتب على البكاء قال: الآن حين لا أهدأ وأنا أموت غدا? والله لأبكين ثم لأبكين ثم لأبكين، فإن أدركت بالبكاء خيرا فبمن الله وفضله علي، وإن تكن الأخرى فما بكائي في جنب ما ألقى غدا? قال: فكان ربما بكى حتى يتأذى به جيرانه من كثرة بكائه.

من الطبقة السابعة من أهل الكوفة

أبو بكر بن عياش

عن أبي بكر بن عياش قال: قال لي رجل مرة وأنا شاب. خلص رقبتك ما استطعت في الدنيا من رق الآخرة، فإن أسير الآخرة غير مفكوك أبدا. قال أبو بكر: فما نسيتها أبدا.

قال أبو بكرأتيت زمزم فاستسقيت منها عسلا وأتيتها فاستسقيت منها لبنا وأتيتها فاستسقيت منها ماء.

مكث أبو بكر بن عياش عشرين سنة قد نزل الماء في إحدى عينيه ما يعلم به أهله.

كان أبو بكر يقوم الليل في قباء صوف وسراويل وعكازة يضعها في صدره فيتكئ عليها حين كبر فيحيي ليلته.

قال ابن عمار: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: صمت ثمانين رمضانا.

كان أبو بكر بن عياش لما كبر يأخذ إفطاره ثم يغمسه في الماء في جر كان له في بيت مظلم، ثم يقول: يا ملائكتي طالب صحبتي لكما، فإن كان لكما عند الله شفاعة فاشفعا لي.

عن أبي هشام الرفاعي قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول لي: غرفة قد عجزت عن الصعود إليها وما يمنعني من النزول منها إلا أني أختم القرآن كل يوم وليلة منذ ستون سنة.

Page 246