Mukhtaṣar Ṣifat al-Ṣafwa li-Ibn al-Jawzī
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
Genres
قال يحيى بن أيوب: سمعت علي بن ثابت قال: لو لقيت سفيان في طريق مكة ومعك فلسان تريد أن تتصدق بهما وأنت لا تعرف سفيان ظننت أنك ستضعهما في يده. وما رأيت سفيان في صدر المجلس قط، إنما كان يقعد إلى جانب الحائط ويستند إلى الحائط ويجمع بين ركبتيه.
عن علي بن عثام بن علي قال: سمعت أبي قال: سمعت سفيان الثوري يقول: لقد خفت الله خوفا عجبا لي، كيف لا أموت لكن لي أجل أنا بالغه، ولقد خفت الله خوفا وددت أنه خفف عني منه ما أخاف أن يذهب عقلي.
قال سفيان إني لأضع يدي على رأسي من الليل إذا سمعت صيحة فأقول: قد جاءنا العذاب.
قام سفيان يصلي قبل الزوال فمر بهذه الآية فإذا نقر في الناقور، فذلك يومئذ يوم عسير سورة المدثر آية 8 فخرج نادا فما لحقوه إلا في الحمراء فردوه.
عن سفيان: ما من موطن من المواطن أشد علي من سكرة الموت أخاف أن يشدد علي، فاسأل التخفيف فلا أجاب فأفتتن .
يوسف بن أسباط قال: قال لي سفيان، وقد صلينا العشاء الآخرة ناولني المطهرة فناولته فأخذها بيمينه ووضع يساره على خده. ونمت فاستيقظت وقد طلع الفجر فنظرت فإذا المطهرة بيمينه ويساره على خده، فقلت: يا أبا عبد الله هذا الفجر قد طلع. قال: لم أزل منذ ناولتني هذه المطهر أتفكر في أمر الآخرة حتى الساعة.
قال يوسف بن أسباط: كان سفيان الثوري إذا أخذ في الفكر بال الدم.
Page 238