Mukhtasar Sifat Safwa
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
Genres
قال شعيب بن الحرب: من طلب الرياسة ناطحته الكباش، ومن رضي أن يكون ذنبا أبى الله إلا أن يجعله رأسا.
ذكر المصطفين من أهل واسط
منصور بن زاذان
كان الحسن يقعد مع أصحابه ولا يقوم حتى يختم منصور بن زاذان القرآن.
قال أبو سعيد: رأيت منصورا توضأ يوما فلما فرغ دمعت عيناه ثم جعل يبكي حتى ارتفع صوته، قلت: رحمك الله ما شأنك? فقال: وأي شيء أعظم من شأني? إني أريد أن أقوم بين يدي من لا تأخذه سنة ولا نوم، فلعله أن يعرض عني قال: فأبكاني والله بقوله.
مكث منصور بن زاذان يصلي الفجر بوضوء عشاء الآخرة عشرين سنة.
عن أبي عوانة قال: لو قيل لمنصور بن زاذان: إنك ميت اليوم أو غدا، ما كان عنده مزيد.
قال هشيم: لو قيل لمنصور بن زاذان إن ملك الموت على الباب، ما كان عنده زيادة في العمل، وذلك أنه كان يخرج فيصلي الغداة في جماعة. ثم يجلس فيسبح حتى تطلع الشمس، ثم يصلي إلى الزوال، ثم يصلي الظهر، ثم يصلي إلى العصر، ثم يصلي العصر، ثم يجلس فيسبح إلى المغرب، ثم يصلي المغرب، ثم يصلي العشاء ثم ينصرف إلى بيته فيكتب عنه في ذلك الوقت.
جنازة منصور بن زاذان الرجال على حدة، والنساء على حدة، واليهود على حدة، والنصارى على حدة.
سيار بن دينار، وقيل ابن وردان
عن هشيم قال: دخلنا على سيار أبي الحكم وهو يبكي، فقلنا: ما يبكيك? قال: ما أبكى العابدين قبلي.
قال سيار: الفرح بالدنيا والحزن بالآخرة لا يجتمعان في قلب عبد، إلا إذ سكن أحدهما القلب خرج الآخر.
قال حسين بن زيادة: بعث بعض القضاة إلى سيار بواسط فأتاه فقال له: لم لا تجيء إلينا? فقال له: إن أنت أدنيتني فتنتني، وإن باعدتني غممتني، وليس عندك ما أرجوه ولا عندي ما أخافك عليه. ثم قام.
Page 179