118

Mukhtasar Sarim

مختصر الصارم المسلول لابن تيمية

Investigator

علي بن محمد العمران

Publisher

دار عطاءات العلم (الرياض)

Edition Number

الرابعة

Publication Year

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Publisher Location

دار ابن حزم (بيروت)

Genres

وقال: "لَعَنَ اللهُ مَنْ سَبَّ أصْحابي" رواه الزُّبيري (^١). وغير ذلك من السنة. وإذا كان شتمهم بهذه المثابة، فأقل ما فيه التعزيرُ، وهذا مما لا نعلم فيه خِلافًا بين أهل الفقه والعلم من أصحاب النبي ﷺ والتابعين لهم بإحسانٍ. وسائرُ أهل السنة والجماعة مجمعون على أن الواجبَ الثناءُ عليهم والاستغفار لهم والترحُّم عليهم، والترضِّي عنهم، واعتقاد محبتهم وموالاتهم، وعقوبة من أساء فيهم القول. فمن قال: لا يقتل بشتمهم لقوله: "لا يَحِلُّ دَمُ امرئٍ مُسْلِمٍ إلا بإحدى ثلاثٍ" (^٢) الحديث، ولأن بعضهم ربما سبَّ بعضًا (^٣) ولم يُكفَّر أحدٌ بذلك. ومن قال: يُقتل السابُّ أو يكفر؛ فاحتجُّوا بأَشياء: منها: قوله: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ (^٤) ...﴾ الآية [الفتح: ٢٩].

(^١) عن محمد بن خالد عن عطاء بن أبي رباح به، مرسلًا أخرجه اللالكائي: (٧/ ١٢٤٨). وأخرجه الترمذي رقم (٣٩٥٨) والبزار "الكشف: ٣/ ٢٩٣ - ٢٩٤"، والطبراني في "الكبير": (١٢/ ٤٣٤)، واللالكائي: (٧/ ١٢٤٨)، والضياء في "النهي عن سب الأصحاب": رقم (٧) مرفوعًا عن ابن عمر، وهو من مفاريد سيف ابن عمر. قال الترمذي: "هذا حديث منكر" اهـ أي: من هذه الطريق المرفوعة عن ابن عمر، وللحديث شاهدان من حديث أنسٍ وأبي هريرة. (^٢) أخرجه البخاري رقم (٦٨٧٨)، ومسلم رقم (١٦٧٦) من حديث ابن مسعود ﵁. وجاء من حديث جماعة من الصحابة. (^٣) في الأصل: "بعض". (^٤) في الأصل: "آمنوا معه" وهو سبق قلم.

1 / 121