(11) الثغر : الموضع الذي يكون حدا فاصلا بين بلاد المسلمين والكفار، وهو موضع المخافة من أطراف البلاد باب قيام الليلة كلها وختم القرآن فيها تقدم قول عائشة Bها : « لا أعلم نبي الله A قرأ القرآن في ليلة ، ولا قام ليلة حتى أصبح » وقول أنس Bه : « ما كنا نشاء أن نراه من الليل مصليا إلا رأيناه ، ولا نراه نائما إلا رأيناه » وعن سعيد بن المسيب C كان لعمر بن الخطاب Bه أخ يحبه في الله فلم يشهد معه صلاة الفجر ، فقال عمر Bه لأمه : ما له لم يشهد معنا صلاة الفجر ؟ فقالت : أحيا الليل أجمع ، فلما كان تحت وجه الصبح غلبته عينه ، فقال عمر Bه : « والذي نفسي بيده لأن أشهد الصبح في جماعة أحب إلي من أن أحيي ما بينهما يعني العشاء والغداة » باب أكثر ما يختم فيه القرآن ، وأقله من عدد الليالي 170 - حدثنا محمد بن عبيد ، ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن سماك بن الفضيل ، عن وهب بن منبه ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن عمرو : أن النبي A « أمره أن يقرأه في أربعين ، ثم في شهر ، ثم في عشرين ، ثم في خمس عشرة ، ثم في سبع قال : انتهى إلى سبع » وفي رواية عن عبد الله بن عمرو Bه : وقال لي رسول الله A : « اقرأه في سبع » ، وفي أخرى : دخل علي رسول الله A في بيتي قال : « ألم أخبر أنك تقرأ القرآن كل ليلة ، اقرأه في الشهر » ، قلت : إني أقوى على أكثر من ذلك ، قال : « فأقرأه في كل نصف » ، قلت : إني أقوى على أكثر من ذلك ، قال : « فأقرأه في كل سبع ولا تزيدن » ، وفي لفظ : « فلم أزل أطلب إليه حتى قال : » في خمسة أيام « ، وفي رواية : أنه قال لرسول الله A : » في كم أقرأ القرآن ؟ ، قال : « في شهر » ، فذكره وفيه قال : « لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث » ، وقال القاسم : كان عثمان بن عفان Bه « يفتتح ليلة الجمعة ب البقرة إلى المائدة ، وب الأنعام إلى هود ، ويوسف إلى مريم ، وطه إلى طسم موسى وفرعون والعنكبوت إلى ص ، وتنزيل إلى الرحمن ثم يختم ، يفتتح ليلة الجمعة ويختم ليلة الخميس » ، وكان ابن مسعود Bه يقرأ القرآن من الجمعة إلى الجمعة وفي رمضان في كل ثلاث ، وما يستعين عليه من النهار إلا باليسير ، وقال : « من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز هذ كهذ الشعر أو نثر كنثر الدقل » ، وكان معاذ بن جبل Bه لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث ، وكان أبي بن كعب Bه يختم القرآن في ثمان ليال ، وكان تميم الداري Bه يختمه في كل سبع ، وقال مالك بن دينار C : يا إخوتي وردي والله ورد أبي ذر Bه ؛ ثلث القرآن في كل ليلة « 171 - حدثنا يحيى ، أخبرنا المعتمر ، سمعت عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي ، قال : حدثني عثمان بن عبد الله بن أوس ، عن أبيه ، قال : فنزل وفد الأحلاف على المغيرة بن شعبة ، ونزل وفد بني مالك على النبي A فضرب أو ضرب عليهم قبة له وهي على طريقه إلى مصلاه ، فإذا صلى الصلاتين الأولى والعشاء الآخرة يعني بالأولى المغرب انصرف علينا من العشاء الآخرة ، فأمسك بسخفي القبة (1) أو قبته فما يبرح (2) يحدثنا حتى إنه ليراوح بين رجليه ، أكثر ما يحدثنا تشكية قريش وما صنعت به بمكة ، وكان يقول : « لا سواء ، كنا بمكة مستضعفين مستذلين (3) مقهورين ، فلما خرجنا إلى المدينة انتصفنا من القوم فكانت سجالا (4) الخوف علينا ولنا ، فمكث عنا ليلة بعد العشاء الآخرة حتى نام بعض من في القبة ، فقلنا : أي رسول الله A ، كنت تأتينا قبل هذه الساعة ؟ قال : » نعم ، إنه طرأ (5) علي حزب (6) من القرآن فأحببت أن لا أخرج حتى أقضيه ، فلما أصبحت سألت أصحاب رسول الله A : ما الحزب ؟ قالوا : نحزب القرآن ثلاثا وخمسا وسبعا وتسعا وإحدى عشرة وثلاثة عشر والمفصل حزب ، قال : فانقلبنا على هذا « قال يحيي : قال بعض أصحابنا إن هذا الحديث عن جده وهو حدثنا عن أبيه ، حدثنا محمد بن بشار ، ثنا أبو عامر ، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الثقفي الطائفي ، C ، قال : حدثني عثمان بن عبد الله بن أوس ، عن جده أوس ، عن حذيفة ، Bه قال : قدمنا على رسول الله A فذكره وقال ابن الهاد : سألني نافع بن جبير بن مطعم : في كم تقرأ القرآن ؟ فقلت : ما أحزبه فقال : لا تقل ما أحزبه ، فإن رسول الله A قال : » قرأت جزءا من القرآن «
__________
(1) القبة : هي الخيمة الصغيرة أعلاها مستدير أو البناء المستدير المقوس المجوف
(2) برح : زال
(3) الذل : المهانة والضعف
(4) الحرب سجال : مرة لنا ومرة علينا ونصرتها متداولة بين الفريقين
(5) طرأ علي : يريد أنه قد أغفله من وقته ، ثم ذكره فقرأه
Page 223