كتاب صلاة الخوف وهل يصليها المقيم؟

قال الشافعي: قال الله تبارك وتعالى ﴿وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح﴾ الآية^(١)

قال الشافعي: فأذن الله بالقصر في الخوف والسفر وأمر رسول الله ﷺ إذا كان فيهم من يصلي لهم صلاة الخوف أن يصلي فريق منهم بعد فريق فكانت صلاة الخوف مباعة للمسافر والمقيم بدلالة كتاب الله عز وجل ثم سنة رسول الله ﷺ.

قال الشافعي: فللمسافر والمقيم إذا كان الخوف أن يصليها صلاة الخوف وليس للمقيم أن يصليها إلا بكمال عدد صلاة المقيم وللمسافر أن يقصر في صلاة الخوف إن شاء للسفر وإن أتم فصلاته جائزة وأختار له القصر.

كيف صلاة الخوف

قال الشافعي: قال الله تبارك وتعالى ﴿وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى﴾ الآية^(٢).

أخبرنا مالك عن يزيد بن رومان عن صالح ابن خوات بن جبير عمن صلى مع رسول الله ﷺ يوم ذات الرقاع صلاة الخوف أن طائفة صفت معه وطائفة وجاه العدو فصلى بالذين معه ركعة ثم ثبت قائماً وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت عليه ثم ثبت جالساً وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم^(٣).

قال الشافعي: فإذا صلى الإمام صلاة الخوف صلى كما وصفت بدلالة القرآن ثم حديث رسول الله ﷺ.