191

Al-Mukhtaṣar fī akhbār al-bashar

المختصر في أخبار البشر

Publisher

المطبعة الحسينية المصرية

Edition Number

الأولى

Genres

History
وفاة يزيد بن عبد الملك وفيها، أعني سنة خمس ومائة، لخمس بقين من شعبان، توفي يزيد بن عبد الملك، وعمره أربعون سنة، وقيل غير ذلك، وكانت مدة خلافته أربع سنين وشهرًا، وكان يزيد المذكور، قد عهد بالخلافة إِلى أخيه هشام، ثم من بعده إِلى ابنه الوليد ابن يزيد بن عبد الملك.
وكان يزيد صاحب لهو وطرب، وهو صاحب حبابة، وسلامة القس، وكان مغرمًا بهما جدًا، وماتت حبابة، فمات بعدها بسبعة عشر يومًا، وإنما سميت سلامة القس، لأن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمار، كان يسمى القس، لعبادته، وكان فقيهًا، فمرّ بمنزل أستاذ سلامة، فسمع غناءها، فهويها وهويته، واجتمعا، فقالت له سلامة: إِني أحبك، فقال: وأنا أيضًا. وقالت: وأشتهي أن أقبلك. قال: وأنا أيضًا. فقالت له: ما يمنعك: قال تقوى الله، وقام وانصرف عنها، فسميت سلامة القس، بسبب عبد الرحمن المذكور.
أخبار هشام بن عبد الملك
وهو عاشرهم، وكان عمره لما ولي الخلافة، أربعًا وثلاثين سنة وأشهرًا، وكان هشام بالرصافة لما مات يزيد بن عبد الملك، في دويرة له صغيرة، فجاءته الخلافة على البريد، فركب من الرصافة وسار إِلى دمشق.
ثم دخلت سنة ست ومائة وما بعدها، حتى دخلت سنة عشر ومائة، فيها توفي الإمام المشهور الحسن بن أبي الحسن البصري، وكان مولده في خلافة عمر بن الخطاب، وهو من أكابر التابعين.
وفيها توفي محمد بن سيرين، وكان أبوه سيرين، عبدًا لأنس بن مالك، فكاتبه أنس على مال، وحمله سيرين وعتق، وكان من سبي خالد بن الوليد، وروى محمد بن سيرين المذكور، عن جماعة من الصحابة، منهم أبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وغيرهم، وكان من كبار التابعين، وله اليد الطولى في تعبير الرؤيا.
ثم دخلت سنة إِحدى عشرة ومائة ودخلت سنة اثنتي عشرة ومائة وما بعدها، حتى دخلت سنة ست عشرة ومائة، فيها توفي الباقر محمد بن زين العابدين، علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المقدم ذكره، وقيل كانت وفاته سنة أربع عشرة، وقيل سنة سبع عشرة، وقيل سنة ثماني عشرة ومائة، وكان عمر الباقر المذكور ثلاثًا وسبعين سنة، وأوصى أن يكفن بقميصه الذي كان يصلي فيه، وقيل له الباقر: لتبقره في العلم، أي توسعه فيه، وولد الباقر المذكور في سنة سبع وخمسين، وكان عمره لما قتل جده الحسين ثلاث سنين، وتوفي بالحميمة من الشراة، ونقل ودفن بالبقيع.
ثم دخلت سنة سبع عشرة ومائة، فيها أعني في سنة سبع عشرة، وقيل سنة عشرين ومائة، توفي نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب، أصابه عبد الله في بعض غزواته، وكان نافع من كبار التابعين، سمع مولاه عبد الله، وأبا سعيد الخدري، وروى عن نافع الزهري، ومالك بن أنس، وأهل الحديث يقولون: رواية الشافعي عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر،

1 / 203