274

فإذا (1) دخلتي عليه فاسأليه أن يخلي لك المجلس ، فإذا فعل ، فقولي له : أهذا جزاء جابر عثرات الكرام منك؟ كافأت جميله بما فعلته معه؟.

قال : فلما دخلت عليه وأعلمته ، قال : إنه لهو؟

فقالت : إي والله إنه هو.

فما (2) كادت تخرج [حتى] (3) قام من وقته ماشيا إلى أن أتى باب السجن (4) ودخل عليه وأكب يقبل يديه وقدميه.

فقال : ما سبب هذا؟ ويحك.

قال : كريم فعلك وقبيح فعلي.

فقال : يغفر الله لنا ولك.

ثم فك عنه الحديد والقيود ، وأمر بالحديد يوضع على نفسه.

فأقسم عكرمة أن لا يفعل ، وخرجا جميعا إلى (5) أن وصلا دار خزيمة ، فأكرمه وغير حاله ، وقام بحقه ، وتولى خدمته بنفسه وأخلع عليه وحمل مالا كثيرا وتحفا ، ثم بعد ذلك أمره بالمسير معه إلى أمير [المؤمنين] (6) فسارا جميعا حتى قدما على أمير [المؤمنين] / فلما دخل عليه قال : ما بالك قدمت من عملك بغير إذننا؟

فقال : جئتك يا أمير [المؤمنين] بجابر عثرات الكرام.

قال : ومن هو؟

قال : عكرمة الفياض.

فأذن له فدخل ، فأدنى مجلسه ورفع محله ، وأمر أن يكتب جميع ما يختاره ، ففعل ، فقضيت جميع حوائجه ، ووهبه ما كان عليه للديوان وأعطاه عشرة آلاف دينار وسفطين من ثيابه ، وولاه أرمينية وأذربيجان.

وجعل أمر خزيمة إليه ، فقال : إن شئت أعزله أو أبقيه (7).

Page 283