244

مكان الخدم ، فسر بذلك ، فكن يقفن بين يديه وعلى رأسه بالدبابيس المذهبة وبطار المكفتة ، والسيوف المجلاة.

وأخبارها يطول شرحها ومحاسنها ووصف تحفها لا تحصر لكثرتها.

** ولنذكر شيئا مما وقع لها :

لما قتل ولدها محمد الأمين على يد أخيه عبد الله المأمون ، دخل عليها بعض خدمها وقال : / ما يمنعك عن أخذ ثأر ولدك وتفعلي كما فعلت عائشة في طلبها ثأر عثمان بن عفان؟

[فقالت] (1) له : إخسأ ، ويلك ، ما للنساء وطلب الثأر!

ثم طلبت دواة وقرطاس ، وأمرت بتسويد الحيطان ولبس السواد. وكان قد هجم عليها الطاهر ، وأخذ جميع أموالها وذخائرها. فكتبت لأمير [المؤمنين] عبد الله المأمون قصيدة (2) وهي :

أخير إمام قام في خير عنصر

وأفضل رأي فوق أعواد منبر

وأرسلت بهذه الأبيات لأمير [المؤمنين] عبد الله المأمون.

قال : فلما وقف أمير [المؤمنين] على هذه الأبيات كتب لها في ظهرها هذا الجواب :

Page 253