122

Mukhtasar Basair

مختصر بصائر الدرجات

Edition Number

الأولى

Publication Year

1370 AH

Genres

تعالى هو الذي أيدك بنصره فمن زعم أن الله تعالى في شئ أو علي شئ أو يخلو منه شئ أو يشغل به شئ فقد وصفه بصفة المخلوقين والله خالق كل شئ لا يقاس بالقياس ولا يشبه بالناس ولا يخلو منه مكان ولا يشغل به مكان قريب في بعده بعيد في قربه ذلك الله ربنا لا اله غيره فمن أراد الله وأحبه ووصفه بهذه الصفة فهو من الموحدين ومن وصفه بغير هذه الصفة فالله برئ منه ونحن براء منه ثم قال عليه السلام إنما أولوا الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله فان حب الله إذا ورثه القلب استضاء وأسرع إليه اللطف فإذا نزل منزلة اللطف صار من أهل الفوايد تكلم بالحكمة فإذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة فإذا نزل منزلة الفطنة عمل بها في القدرة فإذا عمل بها في القدرة عرف الاطباق السبعة فإذا بلغ إلى هذه المنزلة صار يتقلب فكره بلطف وحكمة وبيان فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته ومحبة في خالقه فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى فعاين ربه في قلبه وورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء وورث العلم بغير ما ورثه العلماء وورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون ان الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت وان العلماء ورثوا العلم بالطلب وان الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع وطول العبادة فمن اخذ بهذه الصفة اما ان يسفل أو يرفع وأكثرهم يسفل ولا يرفع إذ لم يرع حق الله ولم يعمل بما امر به فهذه منزلة من لم يعرفه حق معرفته ولم يحبه حق محبته فلا تغرنك صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وكلامهم وعلومهم فإنهم حمر مستنفرة ثم قال يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت فانا ورثناه وأوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب فقلت يا بن رسول الله فكل من كان من أهل البيت ورث ما ورث ولد علي وفاطمة عليهما السلام فقال ما ورثه الا الأئمة الاثني عشر قلت سمهم لي يا بن رسول الله قال أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام وبعده الحسن وبعده الحسين وبعده علي بن الحسين وبعده محمد بن علي وبعده انا وبعدي موسى ولدي وبعد موسى علي ابنه وبعد علي محمد وبعد محمد علي

Page 122