Mukhtarat Min Qasas Injlizi
مختارات من القصص الإنجليزي
Genres
فسألتها: «وأين أوراقك النقدية؟»
قالت: «في جيب ابن عمي.»
قالت هذا بهدوء، ولكن الخبر - لا أدري لماذا؟ - أجرى في بدني قشعريرة البرد، ولو أني سئلت في تلك اللحظة عن الباعث لعجزت عن تعليل هذا الشعور فما كنت أعرف شيئا عن ابن عمها فالمفروض أن يكون أمينا، ولكنه أقلقني فجأة أن تكون مواردها القليلة قد انتقلت إلى يديه بعد نصف ساعة من نزولها من السفينة.
وسألتها: «أتراه سيسافر معك؟»
قالت: «إلى باريس فقط. فإنه يدرس الفن فيها. وكنت قد كتبت إليه أني قادمة ولكني لم أكن أتوقع أن يجيء إلى هنا ليستقبلني، ولم أطمع في أكثر من أن يلقاني على المحطة في باريس. وإنها لمروءة منه. ولكنه ذو مروءة، وذكي أيضا.»
فشعرت برغبة ملحة في أن أرى ابن عمها الذكي الذي يدرس الفن.
وسألتها: «هل ذهب إلى المصرف؟»
قالت: «نعم، إلى المصرف. ذهب بي إلى فندق، مكان صغير غريب ولكنه جميل، وفي وسطه ساحة، تحيط بها من فوقها شرفة تدور بها، وصاحبة الخان سيدة ظريفة تلبس ثوبا محبوك التفصيل على قدها. وبعد قليل خرجنا لنتمشى إلى المصرف لأنه ليس معي شيء من النقود الفرنسية، ولكني كنت دائرة الرأس من ركوب البحر فاستحسنت أن أقعد، فجاء بي إلى هنا وذهب هو إلى المصرف، وسأنتظر حتى يعود.»
وقد يبدو هذا مني إغراقا في التخيل، ولكنه مر بخاطري أنه لن يعود أبدا. فاعتدلت على الكرسي وقد صممت على البقاء إلى جانبها حتى أرى ما يكون. وكانت دقيقة الملاحظة لا يفوت عينها شيء، مما تعرضه علينا حركة الشارع؛ غرابة الثياب، وأشكال المركبات، والخيل النورماندية الجسيمة، والقساوسة الضخام الأبدان، والكلاب الحليقة. وتحدثنا عن هذه الأشياء، فوجدت متعة من جدة مشاهدتها وكيف كان ذهنها الواسع الاطلاع يدرك الأشياء ويغتبط بها.
وسألتها: «وبعد أن يرجع ابن عمك، ماذا تنوين أن تصنعي؟»
Unknown page