Mukhtarat Min Qasas Injlizi
مختارات من القصص الإنجليزي
Genres
فقال: «إن أخلاقك كريمة يا سيدتي، وقد شئت أن تبالغي في قيمة عمل صغير.»
فقالت: «ليس هذا ما أعني. وإنك لتخطئ إذا كنت تظن أني متأثرة بما يعنيني. إنما أقول ذلك لأنك أنبل وأشرف رجل رأيته، لأني أرى لك روحا لو حلت في بدن واحد من حثالة الناس لرفعته وجعلت له شأنا في الأرض.»
قال: «ومع ذلك هذا أنا أقضي نحبي في مصيدة جرذان، بلا ضجة أكثر من صيحاتي.»
فبان في محياها الألم، وسكتت لحظة، ثم أضاءت عينها، وقالت بابتسام: «لا أستطيع أن أسمح لفارسي أن يحقر نفسه ويسخر منها. إن كل من يبذل حياته فداء لحياة أخرى، تستقبله في الجنة ملائكة الله بالترحيب. ومع ذلك لا داعي لأن تشنق إذ ... إذ ... من فضلك أتراني جميلة؟»
واصطبغ وجهها بالدم القاني.
فقال: «إنك يا سيدتي جميلة حقا.»
فقالت من قلبها: «إني فرحة بهذا. فهل تظن أن في فرنسا كثيرين من الرجال خطبتهم لنفسها عذراء جميلة؛ بلسانها، فرفضوها ، وردوها، في وجهها؟ وإني لأعرف أنكم معشر الرجال تحتقرون مثل هذا النصر، ولكن صدقني، إننا نحن النساء أعرف بما له قيمة في الحب. وما من شيء أحق من هذا بأن يرفع مقام المرء في عينه، ونحن النساء لا نرى أنفس من هذا ولا أحق بالضن به.»
فقال: «إنك رقيقة القلب جدا، ولكنك لا تستطيعين أن تنسيني أن هذه الرغبة صادرة عن العطف علي، لا الحب لي.»
فقالت وهي مغضية: «لست على يقين من أن هذا هكذا. اسمع كلامي إلى ختامه يا سيد ده بولييه. إني أعرف أنه لا يسعك إلا أن تحتقرني، وأنا أشعر أنك على حق في هذا، وإني لمخلوقة مسكينة لا تستحق أن تشغل بها خاطرا واحدا وإن كنت لا بد أن تموت مع الأسف من أجلها في الصباح! ولكني إنما رجوت منك أن تتزوجني، لأني احترمتك وأعجبت بك، وأحببتك من أعماق قلبي منذ اللحظة التي انتصرت فيها لي على عمي. ولو أنك كنت ترى نفسك ساعتئذ وأن تبصر نبل مظهرك، لأدركت العطف علي بدلا من أن تحتقرني.» والآن (وأسرعت في الكلام، وصدته بكفها عن مقاطعتها) «وقد نبذت كل تحفظ، وأفضيت إليك بالكثير، فتذكر أني أعرف شعورك نحوي، وثق أني - وقد انحدرت من أصل شريف - لن أضجرك بالإلحاح عليك أن تقبل، فإن لي أنا أيضا لكرامة، وإني لأعلن أمام الله أنك لو رجعت فيما قلت، لما تزوجتك كما لن أتزوج خادم عمي.»
فابتسم دنيس ابتسامة لا تخلو من مرارة وقال: «إنه حب صغير ذلك الذي يعفى عليه شعور عارض بالغضاضة.»
Unknown page