Al-Mūjaz li-Abī ʿAmmār ʿAbd al-Kāfī takhrīj ʿUmayra
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
Genres
وقال جميع الفرق: من الأزارقة (¬1) ، والإباضية، والزيدية، والمعتزلة، والحشوية: إن الإيمان هو جميع ما أمر الله به عباده، وتعبدهم به: من فعل جميع ما افترض عليهم من الفرائض، وترك جميع ما نهاهم عنه من المعاصي، فكل ذلك إيمان لله، ودين له وإسلام، وكله إيمان، وبعضه إيمان، ما كان من ذلك توحيدا لله، وما كان منه غير توحيد. فمن استكمل ذلك سمي مؤمنا، ومن لم يستكمل ذلك، واقتصر على فعل التوحيد دون فعل الفرائض وترك المعاصي بطل أن يسمى مؤمنا، إلا ما استخصت به الحشوية (¬2)
¬__________
(¬1) كتبت عنهم كلمة وافية ص 94. ويراجع اعتقاد فرق المسلمين والمشركين للفخر الرازي 54.
(¬2) فرقة من الفرق الإسلامية، أجمعت على الجبر والتشبيه، وينكرون الخوض في الكلام والجدل، ويقولون على التقليد وظواهر الروايات والتشبيه، ولهذا تسمى بالمشبهة. وتنسب هذه الفرقة إلى محمد بن كرام الذي نشأ في سجستان، وتوفي ببيت المقدس سنة 869 ه. راجع دراسات إسلامية في الأصول الإباضية ص 138، لبكير بن سعيد أعوشت.
وقال السبكي في شرح أصول ابن الحاجب: الحشوية طائفة ضلوا عن سواء السبيل، يجرون آيات الله على ظاهرها، ويعتقدون أنه المراد، سموا بذلك لأنهم في حلقة الحسن البصري، فوجدهم يتكلمون كلاما ، فقال: ردوا هؤلاء إلى حشاء الحلقة، فنسبوا إلى حشاء، فهم حشوية بفتح الشين، وقيل سموا بذلك لأن منهم المجسمة أو هم والجسم حشو، فعلى هذا القياس فيه الحشوية _بسكون الشين_ نسبة إلى الحشو. وقيل المراد بالحشوية طائفة لا يرون البحث في آيات الصفات التي يتعذر إجراؤها على ظاهرها، بل يؤمنون بما أراده الله، مع جزمهم بأن الظاهر غير مراد، ويفوضون التأويل إلى الله تعالى. وقيل طائفة يجوزون أن يخاطبنا الله بالمهمل، ويطلقون الحشو على الدين، فإن الدين يتلقى من الكتاب والسنة، وهما حشو أي واسطة بين الله ورسوله وبين الناس. كذا ذكر الخفاجي في سورة البقرة في حاشية البيضاوي في تفسير قوله تعالى: (فإما يأتينكم مني هدى) البقرة آية 38. راجع كشاف اصطلاحات الفنون 2: 166 167.
Page 95