277

Al-Mūjaz li-Abī ʿAmmār ʿAbd al-Kāfī takhrīj ʿUmayra

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Genres

فإن قال قائل: هل أراد الله أن يعصى؟ قيل له: إن كنت تريد أراد الله أن يعصى بمعنى أمر بالمعصية فلا، بل أراد الله أن يطاع بهذا المعنى، وإن كنت تريد أراد المعصية أي جعلها خلافا للطاعة، غير مستكره على أن تكون المعصية من العصاة والكفر من الكافرين، فهذا ما نقول، فالإرادة في هذا الموضع نفي الكره، فلما نفى عنه الكره في المعصية من طريق إضافتها إلى العباد، قلنا: يستحيل أن ينفي الكره عنه في فعل غيره، والجائز أن ينفي عن الفاعل الكره في فعله. فلما كانت المعصية مضافة إلى الله أنه خلقها وجعلها خلافا لما خالفها من الأشياء، وجعلها غير محتملة للبقاء ولا متجلية للعيان كان الله موصوفا بأنه مريد لها من جهة ما أضيفت إليه أنه خلقها كذا، وهو غير مستكره على أن يخلقها كذا، ولما كان غير جائز أن تضاف إلى الله من جهة ما أضيفت إلى العباد بطل أن يوصف بالإرادة لها من جهة ما أضيفت إلى العباد، ففسد لهذه العلة أن يقال: إن الله أراد أن يعصى، وجاز أن يقال: إن الله أراد المعصية من جهة أن خلقها.

Page 79