265

Al-Mūjaz li-Abī ʿAmmār ʿAbd al-Kāfī takhrīj ʿUmayra

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Genres

ومن الإجماع أن هذه الأمة قويها وضعيفها، صغيرها وكبيرها مجمعة على أن الله خالق وما سواه مخلوق، وأنه رب وما سواه مربوب، لا يقصدون إلى شيء دون شيء، ولا يوقف صغير ولا كبير على شيء غير الله، ويمتنعون من القول بأن الله خلقه، ولا يعرفون غير ذلك، ولا يدعون إلى سواه، قد نشوا عليه، وغذوا به، لا تنازعهم أنفسهم إلى غيره، فكان ذلك من إجماع من لم ينظر في الكلام دلالة على أنه أصل من أصول التوحيد. وروي عن قتادة (¬1) أنه قال: ما زالت العرب تثبت القدر في الجاهلية والإسلام، وأنشدوا قول امرئ القيس (¬2) حيث يقول:

... قد كنت أعذل في السفاهة أهلها ... ... وأعجب لما تأتي به الأيام

... فاليوم أعذرهم وأعلم أنها ... ... سبل الغواية والهدى أقسام (¬3)

¬__________

(¬1) هو قتادة بن دعامة بن قتادة، أبو الخطاب السدوسي البصري، مفسر، حافظ، ضرير، أكمه. قال الإمام أحمد بن حنبل: قتادة أحفظ أهل البصرة. وكان مع علمه بالحديث رأسا في العربية، ومفردات اللغة، وكان يرى القدر، وقد يدلس في الحديث. مات بواسط في الطاعون عام 118ه. راجع تذكرة الحفاظ 1: 115، ونكت الهميان 230، والمعارف 203، وطبقات المدلسين 16.

(¬2) هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث، من بني آكل المرار، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، اشتهر بلقبه، واختلف المؤرخون في اسمه. وكان أبوه ملك أسد وغطفان، وأمه أخت المهلهل الشاعر. أبعده أبوه إلى دمون بحضرموت وهو في نحو العشرين من عمره. قتل والده، فعمل على الأخذ بثأره، له ديوان مطبوع. راجع تهذيب ابن عساكر 3: 104، والشعر والشعراء 31، ودائرة المعارف الإسلامية 2: 622.

(¬3) جاءت الأبيات في كتاب العقد الفريد، تحقيق الأستاذ محمد سعيد العريان، ط الرسالة، ونسبها إلى الشاعر امرئ القيس 3: 250.

Page 67