101

Al-Mūjaz li-Abī ʿAmmār ʿAbd al-Kāfī takhrīj ʿUmayra

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Genres

والدلالة عليه بصفته ونعته في غير موضع؛ وذلك أن في السفر الخامس منها، فيما قاله الله لموسى في بني إسرائيل: إنس سأقيم لهم نبيا من إخوتهم مثلك، وأجعل كلاما في فمه، فيقول لهم كما أوصيه به، وهذه صفة النبي _صلى الله عليه وسلم_؛ لأنه من إخوة بني إسرائيل لا من أنفسهم، ولأنه مثل موسى في الأنبياء، إذ كان صاحب شريعة وسنة وسلطان، ولأن تأويل قوله: أجعل كلاما في فمه أنه لا يكتب بيده وإنما يؤدي ما أوحي إليه بلسانه ويحفظه في قلبه (¬1) ، وليس في زعم من زعم من اليهود أن البشارة إنما هي ليوشع بن نون بشيء (¬2) ؛ لأنه قال من إخوتهم، ولم يقل من أنفسهم، ويوشع من (¬3) بني إسرائيل، والبشارة (¬4)

¬__________

(¬1) قال تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} (سورة القيامة: 16 إلى 18). وقال: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} (سورة الجمعة: 2).

(¬2) سبق الترجمة له في كلمة وافية.

(¬3) في (ب) بزيادة لفظ (رسول).

(¬4) البشارة: اسم لخير يغير بشارة الوجه مطلقا سارا كان أو محزنا، إلا أنه غلب استعمالها في الأول، وصار اللفظ حقيقة له بحكم العرف حتى لا يفهم منه غيره.

وقال بعضهم: البشارة المطلقة في الخير، ولا تكون في الشر إلا بالتقييد.

Page 101