231

Al-Muḥtasib fī tabyīn wujūh shawādh al-qirāʾāt waʾl-īḍāḥ ʿanhā

المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها

Editor

محمد عبد القادر عطا

Publisher

دار الکتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Publisher Location

بيروت

الشئ الذى يدعوهم إليه، ويحملهم عليه هو: رغبتهم فى أخذه ومحبتهم لتناوله. فكأنه- والله أعلم-إلا أن تسوّل لكم أنفسكم أخذه فتحسّن ذلك لكم، وتعترض بشكه على يقينكم حتى تكاد الرغبة فيه تكرهكم عليه.
ويزيد فى وضوح هذا المعنى لك ما روى عن الزهرى أيضا من قراءته: «إلاّ أن تغمّضوا فيه»، أى: إلا أن تغمّضوا بصائركم وأعين علمكم عنه؛ فيكون نحوا من قوله:
إذا تخازرت وما بى من خزر …
وهو معنى مطروق، منه قول الله تعالى: «فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ». وجاء به بعض المولدين فقال:
خالد اللّؤم أمغض … أنت؟ لا بل متغاضى
وآخر ذلك قول شاعرنا:
تصفو الحياة لجاهل أو غافل … عما مضى منها وما يتوقّع
ولمن يغالط فى الحقائق نفسه … ويسومها طلب المحال فتتبع
وما أظرف الأول وأدمثه فى قوله:

1 / 234