Al-Muhayyaʾ fī Kashf Asrār al-Muwaṭṭaʾ
المهيأ في كشف أسرار الموطأ
Editor
أحمد علي
Publisher
دار الحديث
Publisher Location
القاهرة - جمهورية مصر العربية
Genres
كذا قاله الإِمام المحدث شمس الدين بن محمد بن محمد بن بناتة المصري، من كتاب (الاكتفاء في تاريخ الخلفاء).
وقال ابن المنير: الحكمة في إيثار الموافقة في القول والزمان أن يكون المؤمن على يقظة؛ للإِتيان بالوظيفة في محلها؛ لأن الملائكة لا غفلة عندهم، فمن وافقهم كان مستيقظًا، ثم ظاهره المراد بالملائكة جميعهم.
واختاره ابن بريدة، وقيل: الحفظة منهم، وقيل: الذين يتعاقبون فيهم، إذا قلنا: إنهم غير الحفظة، كما قاله الزرقاني (١).
والذي يظهر أي: أن المراد بهم الذين يطلبون أهل الذكر.
لما روى البخاري ومسلم (٢) بالواسطة عن أبي هريرة ﵁، أنه قال: قال رسول الله ﷺ: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق، يلتمسون أهل الذكر، أي (ق ١٢٨) ليزوروهم ويستمعوا ذكرهم، ويستغفروا بذنوبهم، ويقولوا: آمين بدعائهم، وإذا وجدوا قومًا يذكرون الله، تنادوا هلموا إلى حاجتكم"، قال ﷺ: "فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فإذا تفرقوا - أي: الذاكرون - عرجوا - أي الملائكة - إلى السماء"، قال ﵇: "فيسألهم الله - وهو أعلم بهم -: من أين جئتم؟ فيقولوا: جئنا من عند عبادك في الأرض"، قال ﵇: "فيسألهم ربهم - وهو أعلم بهم - ما يقول عبادي؟ قالوا: يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك، ويهللونك، ويمجدونك"، قال ﷺ: "فيقول تعالى: هل رأوني؟ "، قال ﵇: "فيقولون: لا - والله - ما رأوك"، قال ﷺ: "فيقول تعالى: كيف لو رأوني؟ "، قال ﷺ: "يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيدًا، وأكثر لك تسبيحًا"، قال ﷺ: "فيقول تعالى: فما يسألون؟ قالوا: يسألونك الجنة"، قال ﷺ: "فيقول تعالى: فهل رأوها؟ فيقولون: لا - والله - ما رأوها"، قال ﷺ: "فيقول تعالى: فكيف لو رأوها"، قال ﷺ: "يقولون: كانوا أشد عليها حرصًا، وأشد لها طلبًا، وأعظم بها رغبة"، قال ﷺ: "يقول تعالى: فبم يتعوذون؟ "، قال ﷺ: "يقولون: يتعوذون
(١) انظر: شرح الزرقاني (١/ ٢٦٠).
(٢) أخرجه: البخاري (٦٤٠٨)، ومسلم (٢٦٨٩)، والترمذي (٣٦٠٠)، وأحمد (٧٣٧٦).
1 / 270