• أخبرنا، وفي نسخة: محمد قال: ثنا، رمزا إلى حدثنا، وفي نسخة أخرى: محمد أخبرنا مالك، أخبرنا، وفي نسخة: أخبرني، بالإِفراد نافع، عن ابن عمر ﵄، أن عمر بن الخطاب ﵁، كان يأمر رِجَالًا أي: من أصحابه بتسوية الصفوف، أي: صفوف الصلاة، يمنة ويسرة، فإذا جاءوه أي: إلى عمر بخبر تسوية الصفوف، فَأخْبَرُوهُ أي: إلى عمر ﵁ بتسوية الصفوف، وفي نسخة: بتسويتها فالفاء في فأخبروه عاطفة، وقوله: كَبَّرَ جواب، إذا أي: قال: الله أكبر بعد، أي: بعد خبرهم بتسويتها، وبعد صلى على الضم؛ لكونه مقطوعًا عن الإِضافة، عن هذا الحديث مختصرًا، لكونه موقوف حقيقة، مرفوع حكمًا.
عن النعمان بن بشير ﵁ أنه قال: كان رسول الله ﷺ يسوي صفوفنا، حتى كأنما يسوي القداح، فرأى رجلًا باديًا صدره من الصف، فقال: "يا عباد الله، لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم" (١) رواه مسلم وأبو داود والنسائي، كلهم في باب الصلاة بهذا اللفظ.
والمراد به: وجوه القلوب؛ فإن اختلاف القلوب يفضي بهم إلى اختلاف الوجوه، وإعراض بعضهم عن بعض؛ إذ الظاهر عنوان الباطن، فمخالفة الظاهر أوامر الشرع، قد يؤدي إلى كدورة وعداوة فيما بينهم، وقيل: معناه: يحول الوجوه إلى القضاء، فيكون محمولًا على التهديد، وقيل: معناه: يغير صورها إلى صور أخرى.
* * *
٩٨ - أخبرنا مالك، أخبرنا أبو سُهَيْل بن مالك، وأبو النَّضْر مولَى عُمر بن عُبيد الله، عن مالك بن أبي عامر: أن عثمان بن عفَّان كان يقولُ في خُطبته،
(١) أخرجه: مسلم (٤٣٦)، وأبو داود (٦٦٣)، والنسائي (٨١٠)، وابن ماجه (٩٩٤)، وأحمد (١٧٩٧٣)، وابن حبان (٢١٧٥)، وعبد الرزاق في مصنفه (٢٤٢٩)، والبيهقي في الكبرى (٢٣٣٨).
(٩٨) أخرجه: مالك (٢٢٧)، وعبد الرزاق في مصنفه (٥٧٧٣)، (٢٤٤٠)، (٢٤٤٢)، (٢٤٤٣)، والشافعي في المسند (٢٩٧)، والأم (١/ ٢٠٣)، والبيهقي في الكبرى (٥٩٢٨).