Muhawarat Aflatun
محاورات أفلاطون: أوطيفرون – الدفاع – أقريطون – فيدون
Genres
أوطيفرون :
التقوى هي أن تفعل كما أنا فاعل؛ أعني أن تقيم الدعوى على من يقترف جريمة القتل أو الزندقة أو ما إلى ذلك من الجرائم، سواء كان أباك أم أمك أم كائنا من كان، فذلك لا يبدل من الأمر شيئا. وأما الفجور فهو ألا تقيم على هؤلاء الدعوى. وأرجو أن ترى يا سقراط الدليل الساطع الذي أقيمه لك على صدق ما أقول، وهو دليل سقته بالفعل إلى سائر الناس؛ برهانا على مبدأ أن الفاجر لا ينبغي أن ينجو من العقاب كائنا من يكون. ألا ترى إلى الناس كيف يعدون «زيوس» أفضل الآلهة وأقدمهم مع اعترافهم بأنه كبل سلفه «كرونوس
Cronos » لأنه مزق أبناءه تمزيقا مروعا، بل إنهم ليقرون أنه أنزل العقاب بأبيه نفسه «أورانوس
Uranus » لسبب شبيه بهذا، عقابا يفوق الوصف، ثم يغضبون مني إذا أنا أقمت الدعوى على أبي، وهكذا ترى الناس يتناقضون في موقفهم إزاء الآلهة وإزائي.
سقراط :
ألا يجوز يا أوطيفرون أن أكون قد رميت بالفجور لأني أمقت هذه الأقاصيص التي تروى عن الآلهة؟ وإذن فأحسب أن الناس قد أخطئوا فهمي، ولكن ما دمت أنت تسلم بها وأنت الخبير بها، فخير ما أصنعه هو أن أستسلم لحكمتك العليا. ماذا أقول غير هذا، وأنا معترف بأنني لا أعلم عنها شيئا نشدتك حب «زيوس» إلا أنبأتني هل تعتقد حقا في صدقها؟
أوطيفرون :
نعم يا سقراط، بل وهنالك من الأشياء ما هو أشد عجبا والناس عنها غافلون.
سقراط :
وهل تعتقد حقا أن الآلهة كان يحارب بعضها بعضا، وأن قد نشبت بينها معارك ومواقع حامية، كما يقول الشعراء، وما تستطيع أن تراه مبسوطا في تآليف الأعلام من رجال الفن؟ إن المعابد ملأى بها، وإنك لترى بخاصة ثوب
Unknown page