Al-Muḥarrar fī al-ḥadīth
المحرر في الحديث
Editor
د عبد المحسن بن محمد القاسم
Edition
الثانية
Publication Year
1442 AH
وَكَانَتِ العَرَبُ تَلَوَّمُ (^١) بِإِسْلَامِهِمُ الفَتْحَ، فَيَقُولُونَ: اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ، فَإِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ (^٢) فَهُوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ.
فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ الفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ، وَبَدَرَ (^٣) أَبِي قَوْمِي بِإِسْلَامِهِمْ.
فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ (^٤) حَقًّا، فَقَالَ: صَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ (^٥) كَذَا، وَصَلُّوا صَلَاةَ (^٦) كَذَا فِي حِينِ كَذَا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ؛ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا.
فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي؛ لِمَا كُنْتُ أَتَلَقَّى مِنَ الرُّكْبَانِ.
فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَأَنَا ابْنُ سِتٍّ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ.
وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ كُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي (^٧)، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الحَيِّ: أَلَا تُغَطُّوا عَنَّا اسْتَ (^٨) قَارِئِكُمْ؟
(^١) «تَلَوَّم» - بفتح أوَّله واللَّام، وتشديد الواو - أي: تنتظر. فتح الباري (٨/ ٢٣).
(^٢) «ظَهَرَ عَلَى الشَّيْء»: أي: غلبه وعلاه. الغريبَين في القرآن والحديث (٤/ ١٢١١).
(^٣) في د: «وبادر».
ومعنى «بَدَرَ»: أي: سبق. فتح الباري (٨/ ٢٣).
(^٤) في ز زيادة: «ﷺ».
(^٥) في أ: «وقت»، والمثبت من ب، ج، د، هـ، و، ز.
(^٦) في أ، ب: «وصلاة» بدل: «وَصَلُّوا صَلَاةَ»، والمثبت من ج، د، هـ، و، ز.
(^٧) «تَقَلَّصَتْ عَنِّي»: أي: انضمَّت، ونقصت عن أن تسترني. التوضيح لشرح الجامع الصحيح (٢١/ ٤٥٣).
(^٨) في و: «است» بضمِّ الهمزة وكسرها.
قال الملا علي قاري ﵀ في مرقاة المفاتيح (٨/ ٣٢١٦): «هو بهمزة الوصل، مكسورة».
ومعنى «الاسْتِ»: العَجُزُ، وقد يُراد به حلقة الدُّبُر. الصحاح (٦/ ٢٢٣٣).
1 / 310