Muhammad Cali Jannah
القائد الأعظم محمد علي جناح
Genres
Hindus .
وما لم يكن من عوامل التفرقة السياسية صادرا من هذا الشعور فهو مقصود مدبر لتعزيز السيادة بالتفرقة بين المحكومين:
Divide et impera
وهي خطة جهر بها اللورد إلفنستون
Elphinstone
في سنة 1858، وسبقه إلى إعلانها في المجلة الآسيوية سنة 1821 كاتب قال بصريح العبارة: «فرق تسد: وهو الشعار الذي ينبغي أن نلتزمه في إدارتنا الهندية.» وتكررت هذه «النصيحة» في أقوال الرؤساء العسكريين ورؤساء الدواوين. •••
هذه العوامل جميعا، ما كان منها طبيعيا وما كان منها مصطنعا بتدبير السياسة، قد جعلت المسلمين أمة مستقلة تفصلها من الهنديين كل معالم القومية، وأصبحت الموازنة بين أسباب الانفصال وأسباب الاختلاط عند خروج الإنجليز من الهند «عملية حسابية» لا لبس فيها، فكل صعوبة جغرافية أو إدارية تحول دون الانفصال؛ فهي أسهل تذليلا وتمهيدا من صعوبات البقاء في ظل حكومة واحدة، وقد يطول شرح الأسباب إذا توخينا التفصيل والاستقصاء، ولكن القارئ خليق أن يستغني عنها جميعا بعرض موجز لسيرة الزعيمين الهنديين اللذين تعاقبا الزعامة منذ جيلين؛ وهما طيلاق وغاندي. فأما طيلاق فكانت دعوته الصريحة تخليص الهند من الواغلين الإنجليز والمسلمين على السواء، وكان برنامجه يقوم على إلغاء اللغة الأردية في الدواوين ومطالبة الحكومة بإباحة الزفات الموسيقية أمام المساجد، وكانت محرمة بنص القانون.
وأما غاندي فقد كان جزاءه القتل لتسامحه في معاملة المسلمين، وكان قاتله من جماعة كثيرة الأشياع ترى أن الحل الأمثل لمشكلة الأجناس في الهند هو استئصال تلك الأجناس.
لا جرم كان منطق القائد الأعظم الواضح الرصين مرادفا في معناه ووجهته لشعور الجماهير، فكانت صراحته في دعوته قوة لها، ولم تكن عقبة يحتاج إلى تذليلها وتخطيها على سنة الأكثرين من زعماء الجماهير، وصح القول أن شعور الجماهير في هذه المعضلة كان أكثر من شعور وأكثر من حكمة عملية؛ لأنه كان كالقابلية المطبوعة التي تستقر في خصائص الأجسام.
ومن عاداتنا في الزمن الحديث أن نستريب بدفعة الجماهير وبرامج الساسة، وأن نعتبرها على أحسن ما تكون أمورا موقوتة وأحوالا حائلة، إلا أن هذا الشعور الذي رددته برامج الساسة في الباكستان حقيقة علمية يقررها أساتذة التاريخ من غير المسلمين، وفي أحدث الكتب عن تطور الهند كتاب للأستاذ «لونيا»
Unknown page