فدخلت أم أيمن [١] على فاطمة، فرأت فيها شيئا كرهته، فقالت: ما لك؟ فلم تخبرها، فقالت: ما لك، فو الله ما كان أبوك يكتمني شيئا، فقالت: جارية أعطيها أبو حسن، فخرجت أم أيمن فنادت على باب البيت الذي فيه عليّ بأعلى صوتها: أما رسول الله الرجل يحفظ في أهله، فقال عليّ: ما هذا الصوت؟ فقالوا: أم أيمن تقول: أما رسول الله الرجل يحفظ في أهله [٢]، فقال علي: وما ذاك؟ قالت: جارية بعث بها إليك أبو بكر، فقال عليّ: الجارية لفاطمة [٣] . عن ابن عيينة، عن شيخ منهم، عن أبيه قال: جاء جرير بن عبد الله [٤] إلى عمر، يشكو إليه ما يلقى من النساء، فقال عمر: إنّا لنجد ذلك، حتى إني لا أريد الحاجة فتقول لي: ما تذهب إلا إلى فتيات بني فلان تنظر إليهن، فقال له عبد الله بن مسعود: أما بلغك أن إبراهيم ﵇ شكى إلى الله ردىء خلق سارة، فقيل له: إنها خلقت من الضلع، فالبسها على ما كان منها، ما لم تر عليها خربة [٥] في دينها، فقال له عمر: لقد حشا الله بين أضلاعك علما كثيرا [٦] . أخبرنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: رجم النبي ﷺ رجلا من أسلم، زعموا أنه ما عز بن مالك، ورجلا من اليهود وامرأة [٧] . عن الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: بلغ عمر أن امرأة متعبدة حملت/ فقال عمر: أراها قامت من الليل تصلي، فخشعت، فسجدت، فأتاها غاو من الغواة فتجشمها [٨]، فأتته فحدثته بذلك سواء، فخلى سبيلها [٩] . عن الثوري عن عليّ بن الأقمر، عن إبراهيم قال: بلغ عمر عن امرأة أنها حامل، فأمر بها أن تحرس حتى تضع، فوضعت ماء أسود، فقال عمر: لمّة من الشيطان [١٠] . أخبرنا الأسلمي عن الحجاج بن أرطاة، عن عطاء بن أبي رباح، قال: تسلّف

[١] أم أيمن: بركة مولاة رسول الله ﷺ، وأم أسامة بن زيد كان الرسول يزورها ويكرمها، وكذلك فعل أبو بكر وعمر. (الطبقات ٨/٢٢٣) . [٢] قوله: (فقال علي ما هذا..... يحفظ في أهله) ساقطة من: ب، ط. [٣] المصنف ٧/٢٠٣- ٣٠٣. [٤] جرير بن عبد الله البجلي: أسلم في السنة التي قبض فيها رسول الله ﷺ، ذكره ابن سعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة، توفي سنة ٤١ هـ. (الطبقات ٦/٢٢، الإصابة ١/٤٧٥) . [٥] الخربة: الفساد والعيب، والكلمة القبيحة. [٦] المصنف ٧/٣٠٣. [٧] المصنف ٧/٣١٩. [٨] تجشمها: أرغمها وكلفها ما لا تطيق. [٩] المصنف ٧/٤٠٥. [١٠] اللمة: مسّ من الشيطان. المصنف ٧/٤٠٩- ٤١٠.