84

Muhadarat Udaba

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Publisher

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ

Publisher Location

بيروت

وصار أبو علقمة إلى كواز فقال: أعندك جرّة لا فقداء ولا دناء ولا مغربلة الجوانب، خضرة نضرة قد مسّها النار، إن نقرت عليها طنّت، وإن أصابتها ريح غنّت، ولكن بدرهم. فقال الكواز: دعني من شتمك يا ماصّ بظر أمّه. الأحوال الدّالة على العيّ من العي البهرة، وفتل الأصابع، ومسّ اللحية، ولذلك قال: مليء ببهر والتفات وسعلة ... ومسحة عثنون وفتل الأصابع وقال ابن المقفع: من علامة العيّ النكث في الأرض، والإطراق من غير فكرة. المحتبس في كلامه قال الشاعر: كأنّ في فيه لقمة عقلت ... لسانه فالتوى على حنق محرّك رأسه توهّمه ... قد قام من عطسة على شرق وقال آخر: كأنّ فيه لففا إذا نطق ... من طول تحبيس وهمّ وأرق وقال آخر: ديافيه قلف كأنّ خطيبهم ... سراة الضّحى في سلحه يتمطّق ويقال: هو عياياء طباقاء. اعتذار محتبس في كلامه قال بعضهم: نحن حيّ فعال ولسنا بحيّ مقال. ونحن بأدنى مقالنا عند أحسن فعالهم. وقال بعض وفد خراسان: إنا ببلاد نأت عن العرب، شغلتنا الحرب عن الخطب. واعتذر رجل لحبسة فقال: يعزب البيان ويعتقم الصواب وإنما اللسان مضغة من الإنسان يفتر بفتوره إذا نكل، ويثوب بانبساطه إذا ارتجل. وقيل لأعرابي: أين فصاحتك؟ فقال: لحقت بمواطنها بنجد. وقال شاعر: ارفق بعبدك إنّ فيه بلادة ... جبلية ولك العراق وماؤه المقام الذي لا يستنكف فيه من العيّ والحصر سئل ابن داود: متى يكون البليغ عييا؟ فقال: إذا سأل عما يتمنّاه وشكا حبّه إلى من يهواه، ثم أنشد: بليغ إذا يشكو إلى غيره الهوى ... وإن هو لاقاه فغير بليغ

1 / 88