37

Muhadarat Udaba

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Publisher

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ

Publisher Location

بيروت

ذمّهما قال الله تعالى: اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ، وقال شيخ لرجل: أظنّك كاذبا فقال: أحمق ما يكون الشيخ إذا استعمل ظنّه، وقال: وأضعف عصمة عصم الظّنون وقال المتنبّي: إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدّق ما يعتاده من توهّم «١» مدح التغافل سئل حكيم: ما اللبيب؟ فقال: الفطن المتغافل. ولما أمضى معاوية بيعة يزيد قال: يزيد: يا أبت ما أدري أنخدع النّاس أم يخدعوننا بما يأخذون منّا؟ فقال: يا بنيّ من خدعك فانخدعت له فقد خدعته. وقيل: إذا أردت لباس المحبّة فكن عالما كجاهل. وقيل: من تغافل فعقلوه، ومن تكايس فطبطبوه أي العبوا به على الطبطابة. قال الشاعر: ليس الغنيّ بسيّد في قومه ... لكنّ سيّد قومه المتغابي «٢» ولأبي فراس وقد أجاد: تغابيت عن قومي فظنّوا غباوتي ... بمفرق أغبانا حصى وتراب «٣» من لا يخدع لعقله قال عمرو بن العاص: ما رأيت أحدا كلّم عمر ﵁ إلا رحمته لأنه كان لا يخدع أحدا لفضله، ولا يخدعه أحد لفطنته. وقال أياس بن معاوية: لست بخبّ ولا الخبّ يخدعني «٤» وقيل لرجل:- فيك فطنة، فقال: ما ذنبي إذ خلقني الله عاقلا. مدح التثبّت قال الشعبيّ: أصاب متأمل أو كاد، وأخطأ مستعجل أو كاد. وقال عمرو بن العاص: لا يزال المرء يجني من ثمرة العجلة الندامة. وروى عن النبي ﷺ: ما دخل الرفق في شيء إلا زانة «٥» ولا الخرف إلا شأنه «٦» .

1 / 41