167

Muhadarat Udaba

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Publisher

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ

Publisher Location

بيروت

الهاذون «١» من القصّاص ألقي إلى أبي مسلم القاصّ خاتم بلا فصّ، فقال: صاحب هذا الخاتم يعطى في الجنة غرفة بلا سقف. وقال قاص: ما من قطرة تسقط من السماء إلا ومعها ملك يضعها في موضعها. ثم يصعد، فقيل: فالقطرة التي تقع في الكنيف يدخل معها الملك؟ فقال: إن في الملائكة كناسين كما في الناس ذوي دناءة وخسة. وقال أبو عقيل: الرعد ملك أصغر من نحلة وأعظم من زنبور، فقيل: لعلّك تريد أصغر من زنبور وأعظم من نحلة، فقال: لو كان كذا لم يكن بعجب. وقرأ رجل في مجلس سيفويه قوله تعالى: وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ «٢» فقال: دعنا من قرآن الحماشين، وهات قرآن طرسوس يعني الجهاد. وقال قاص: يا قوم اشكروا إذا لم يكن للملائكة نجاسة فكانوا يحزنون علينا، يلطخون ثيابنا. وقال يوما: احذروا الله فإنه ماء تحت التبن، فقيل له: كيف؟ فقال: أهلك عالما في سبب ناقة قيمتها مائتا درهم، وقتل ابن النبي فلم ينتطح فيه عنزان. ربما يأخذ بالقليل ويعفو عن الكثير. وقال آخر: من صلّى ركعتين، فله بيت في الجنّة، فقال نبطي، إن صلّيت خمسين ركعة هل يجعل لي بيت؟ فقال: لا يا عاص إن ذلك لبني هاشم، فأما أنت فيبنى لك جدح بعكر. وقال بعضهم: كان موسى ﵇ فضوليا. قيل: وكيف قال؟ قيل له: وما تلك بيمينك يا موسى؟ فكان الجواب أن يقول عصا. فقال: هي عصاي (الآية) . فأخذ فيما لا يعنيه. أدعيتهم دعا بعض القصّاص فقال اللهمّ جازفنا ولا تفتش عن ذنوبنا فتفضحنا. وكان بعضهم يقول: اللهم اغفر لنا كلّ نعمة وحسنة، واحشرنا في جملة سيدي أبو عبد الله بن حنبل ولا تغفر للرافضة. من أفتى في مسألة برقاعة ترك طبيب طبّه وقعد فقيها فقيل له: ما تقول في من زعف في صلاته؟ فقال: يحتجم، قيل: فمن قلس في صلاته، فقال: يتناول حبّ أيارج، قيل: ذا طبّ وليس بفقه.

1 / 171