165

Muhadarat Udaba

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Publisher

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ

Publisher Location

بيروت

وقيل: لا ينجع الوعظ في القلوب القاسية، كما لا يزكو البذر في الأرض الجاسية «١» . وقيل: صقلك سيفا ليس له سنخ تعب، وبذرك أرضا سبخة «٢» نصب. وقيل: من استثقل سماع الحقّ فهو للعمل به أكثر استثقالا. الحثّ على قبول وعظ من ليس بمتعظ قال بعضهم: لا يمنعنّكم سوء ما تعلمون منّا، أن تعملوا بأحسن ما تسمعون منّا. ووقف رجل على ابن عيينة وهو يعظ النّاس فأنشده: وغير تقيّ يأمر النّاس بالتّقى ... طبيب يداوي والطبيب مريض فأنشده ابن عيينة: إعمل بعلمي وإن قصّرت في عملي ... ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري وقد قال النبي ﷺ: مروا بالمعروف، وإن لم تعملوا به، وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه. وما أحسن ما قال يوسف بن الحسين الرازي في دعائه: اللهمّ أنك تعلم أنّي نصحت للناس قولا، وخنت نفسي، فهب خيانتي لنفسي لنصيحتي للناس. النّهي عن الاقتداء بذوي الزّلات قال المعتمر بن سليمان: إيّاك والاقتداء بزلّات أصحاب النبي ﷺ، فتقول: فلان شرب النبيذ، وفلان سمع الغناء، وفلان لعب بالشطرنج، فيخرج منك فاسق تام. وقيل: من أخذ برخصة كلّ فقيه خرج منه فاسق. كراهية تولّي الفتيا «٣» والجلوس للنّاس قال النبي ﷺ: أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار. وقال ﷺ: من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض. وقيل لحاتم الأصم: ألا تجلس لنا في الجامع؟ فقال: لا يجلس في الجامع إلا جامع، أو جاهل، ولست بجامع ولا أحب أن أكون جاهلا. وفي أخرى لا يتصدّى إلا فائق أو مائق ولست بالفائق. وقال الحسن ﵁: إنّ خفق النعال خلف الرجال لا يثبت قلوب الحمقى. ونظر عمر ﵁ إلى أبيّ بن كعب، وقد تبعه قوم فعلاه بالدرّة «٤»، وقال: إنها فتنة للمتبوع ومذلّة للتابع.

1 / 169