117

Muhadarat Udaba

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Publisher

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ

Publisher Location

بيروت

فسمع أبو العتاهية ذلك فقال: قد قالا شعرا وهما لا يدريان. ما جاء من لفظ القرآن والخبر موزونا من ذلك قوله تعالى: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ «١»، وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ «٢» وقال النبي ﷺ: أنا النبيّ لا كذب، أنا ابن عبد المطلب وكان النبي ﷺ يحرّض أصحابه على حفر الخندق ويقول: والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا، فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا. وكان أصحابه يجيبونه: أنك لولا أنت ما اهتدينا. متناد في مدح أو هجو أول على ضدّه مدح أعرابي نبطيا فقال: إن أبا الهيجاء أريحيّ ... للريح في أثوابه دويّ فقال النبطيّ: عنى أني أفسو. فقال الأصمعي: انظروا كيف ضاع هذا البيت. وسمع بعضهم قول الحطيئة «٣»: يغشون حتّى ما تهرّ كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل «٤» فقال هذا بيت قواد. وأنشد قول الأخطل «٥»: وإني لقوّام مقاوم لم يكن ... جرير ولا مولى جرير يقومها فقال جرير: صدق ما قمنا بين يدي قيس لأخذ قربان ولا لأداء جزية بين يدي سلطان. شعر لا يدرى أمدح هو أم هجاء دفع أعرابي ثوبا إلى خيّاط، فقال الخياط: لأخيطنه خياطة لا تدري أقباء هو أم دواج، فقال: لأقولن فيك شعرا لا تدري أمدح هو أم هجاء. وكان الخياط أعور. ثم أنشد: خاط لي زيد قبا ... ليت عينيه سوا

1 / 121