Mughamarat Caql Ula
مغامرة العقل الأولى: دراسة في الأسطورة: سوريا وبلاد الرافدين
Genres
وهو إله مشخص يمكن رؤيته بالعين المجردة؛ فهذا موسى يلمح قفاه: «فقال أرني مجدك ... فقال الرب هو ذا عندي مكان فتقف على الصخرة، ويكون متى اجتاز مجدي، أني أضعك في نقرة من الصخرة وأسترك بيدي حتى أجتاز، ثم أرفع يدي، فتنظر إلى ورائي ، وأما وجهي فلا يرى.»
30
وهو بطل يصارع الوحوش والتنانين تماما كآلهة السوريين والبابليين والإغريق: «أنت شققت بعزتك يم
31
وشدخت رءوس التنانين على المياه، أنت رضضت رءوس لوياتان، جعلته مأكلا لزمر القفار.»
32
وقصارى القول إن كتاب التوراة وهو المأثرة الثقافية الوحيدة للشعب اليهودي، قد نشأ وتطور انطلاقا من أرضية ثقافية سورية وبابلية ومصرية. وإن مسيرة الفكر العبراني، في سعيه لبناء ديانة مستقلة، لم تتكلل بالنجاح إلا عن طريق استيعاب وتمثل الديانات السابقة، والآلهة القوية التي لم يستطع يهوه زحزحتها إلا باستعارتها لنفسه.
لقد بدأت المشابهات بين التوراة وآداب الشرق القديم تظهر عندما بدأت الحضارات القديمة للمنطقة تتكشف من تحت التراب بواسطة الحفريات الأثرية التي أحيت آدابا قد فقدت منذ عهد بعيد. إن ضوءا قويا قد سلط الآن على التوراة ومنشئه، وأصبح في وسع القائلين بالمعجزة التوراتية أن يدركوا أن آداب التوراة لم تظهر كاملة النمو، وإنما مدت جذورها عميقا لتشرب نسغ حضارات معاصرة لها وأخرى سابقة عليها. وأن التربة التي أمدت مؤلفي التوراة بمادتهم الأدبية كانت تربة كنعان وآرام وأرض الرافدين. (2-3) أسطورة التكوين التوراتية
لنقرأ الآن أسطورة التكوين التوراتية كما وردت في مطلع كتاب التوراة: سفر التكوين، الإصحاحان الأول والثاني:
الإصحاح الأول: «في البدء خلق الرب السموات والأرض، وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الرب يرف فوق وجه الماء. وقال الرب ليكون نور فكان نور. ورأى الرب النور أنه حسن، وفصل الرب بين النور والظلمة، ودعا الرب النور نهارا والظلمة ليلا، وكان مساء وكان صباح يوما واحدا.
Unknown page