199

Mughamarat Caql Ula

مغامرة العقل الأولى: دراسة في الأسطورة: سوريا وبلاد الرافدين

Genres

وكما طالب بعل ببناء بيت له بعد انتصاره، كذلك يفعل يهوه: «وفي تلك الليلة كان كلام الرب إلى ناثان قائلا، اذهب وقل لعبدي داود، هكذا قال الرب، أأنت تبني لي بيتا لسكناي؛ لأني لم أسكن في بيت منذ يوم أصعدت ببني إسرائيل من مصر إلى هذا اليوم، بل كنت أسيرا في خيمة؟»

20

وكان اليهود لدى قراءتهم في التوراة يتهيبون لفظ اسم يهوه، فعندما يصلون في قراءتهم للاسم يلفظون بدلا عنه اسم أدوناي وهو من ألقاب بعل، كما أن اسم أدوناي يرد تبادليا مع اسم يهوه في أكثر من موضع في الكتاب المقدس.

وإذا كان يهوه قد حاول التشبه بالآلهة السورية والبابلية، فإنه قد بز قساتهم بما جنته يداه من أعمال الدمار والفتك والقتل. فهو إله حقود لا يكتفي بعقوبة المذنب وحده، بل إنه يتابع انتقامه من ذرية المذنب، ويحل عليهم غضبه وانتقامه: «أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء، وفي الجيل الثالث والرابع من الذين يبغضونني.» «وغضبه لا يهدأ إلا بالتضحيات التي تحرق على المذبح ويسر لرائحتها كثيرا.» ويرتب بنو هارون، الكهنة، القطع مع الرأس والشحم فوق النار التي على المذبح. أما أحشاؤه وأكارعه فيغسلها في الماء، ويوقد الكاهن على المذبح محرقة وقود، رائحة سرور للرب:

21 «وتوقد كل الكبش على المذبح، هو محرقة للرب، رائحة سرور، وقود هو للرب.»

22

وغضب يهوه لا يزول بالتضحية الحيوانية فقط، بل لا بد من التضحية الإنسانية أيضا. نقرأ في سفر صموئيل الثاني من العهد القديم ... إن جوعا وقحطا شديدين قد عما البلاد مدة ثلاث سنوات، وكان ذلك أيام الملك داود فيطلب داود وجه الرب، ويفهم منه أنه حاقد من أجل شاول الذي قتل الجبعونيين، فيقوم داود بتقديم سبعة رجال قربانا للرب حتى يهدأ: «وسلمهم إلى يد الجبعونيين، فصلبوهم على الجبل أمام الرب، فسقط السبعة معا، وقتلوا في أيام الحصاد.»

23

ورغم قسوة يهوه وجبروته فإن اليهود لم يتوقفوا عن عبادة آلهة السوريين طيلة تاريخهم؛ فهذا يعقوب نفسه يطلب من أهل بيته أن ينزعوا الآلهة السورية من وسطهم: «فقال يعقوب لبيته ولكل من كان معه: اعزلوا الآلهة الغريبة التي بينكم وتطهروا وأبدلوا ثيابكم ... فأعطوا يعقوب كل الآلهة الغريبة التي بين أيديهم، والأقراط التي في آذانهم، فطمرها يعقوب.»

24

Unknown page