Mughalatat Mantiqiyya
المغالطات المنطقية: فصول في المنطق غير الصوري
Genres
كأنها أنفس بديلة تتناوب الأمر داخل الرأس (مثل «الشبح داخل الآلة»
the ghost in the machine
على حد تعبير جلبرت رايل ساخرا من ثنائية ديكارت).
ويشيئ أغلب الناس الحب وكأنه كائن شبحي يتلبس المحب فيسهده ويبليه، الحب ليس «جوهرا»
substance
بل «علاقة»
relation ، ليس «كائنا» بل انسجام كائنين، ولعل هذا التشييء هو ما يجعل المحب يستسلم للحب ولا يرجو مهربا من حبائله، ظنا منه أن الأمر برمته قدر لا فكاك منه، لقد سكن الحب قلبه وأقام به فكيف له أن يطرد هذا الساكن المقيم؟! ويظل المحب يسقط نموذجه الأنثوي المثالي على محبوبته الحقيقية «الأرضية» فيجعل منها إلها لا وجود له إلا في خياله، حتى إذا ما اقترب منها اقترابا واقعيا خاب أمله وأخنت عليه الحقيقة، وسقط على صخرة الواقع فشجته بقدر ما علا بالمثال، وصدق فيه قول المتنبي:
مما أضر بأهل العشق أنهم
هووا وما عرفوا الدنيا وما فطنوا
تفنى عيونهم دمعا وأنفسهم
Unknown page