219

Mufradat

مفردات ألفاظ القرآن‌

Investigator

صفوان عدنان الداودي

Publisher

دار القلم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ

Publisher Location

الدار الشامية - دمشق بيروت

واجب، وتحرّي الإحسان ندب وتطوّع، وعلى هذا قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ [النساء/ ١٢٥]، وقوله ﷿: وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ [البقرة/ ١٧٨]، ولذلك عظّم الله تعالى ثواب المحسنين، فقال تعالى: وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت/ ٦٩]، وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة/ ١٩٥]، وقال تعالى: ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ [التوبة/ ٩١]، لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ [النحل/ ٣٠] . حشر الحَشْرُ: إخراج الجماعة عن مقرّهم وإزعاجهم عنه إلى الحرب ونحوها، وروي: «النّساء لا يُحْشَرن» «١» أي: لا يخرجن إلى الغزو، ويقال ذلك في الإنسان وفي غيره، يقال: حَشَرَتِ السنة مال بني فلان، أي: أزالته عنهم، ولا يقال الحشر إلا في الجماعة، قال الله تعالى: وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ [الشعراء/ ٣٦]، وقال تعالى: وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً [ص/ ١٩]، وقال ﷿: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ [التكوير/ ٥]، وقال: لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا [الحشر/ ٢]، وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ [النمل/ ١٧]، وقال في صفة القيامة: وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً [الأحقاف/ ٦]، سَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا [النساء/ ١٧٢]، وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا [الكهف/ ٤٧]، وسمي يوم القيامة يوم الحشر كما سمّي يوم البعث والنشر، ورجل حَشْرُ الأذنين، أي: في أذنيه انتشار وحدّة. حصَ حَصْحَصَ الْحَقُ [يوسف/ ٥١]، أي: وضح، وذلك بانكشاف ما يغمره، وحَصَّ وحَصْحَصَ نحو: كفّ وكفكف، وكبّ وكبكب، وحَصَّهُ: قطع منه، إمّا بالمباشرة، وإمّا بالحكم، فمن الأول قول الشاعر: ١١٣- قد حصّت البيضة رأسي «٢» ومنه قيل: رَجُلٌ أَحَصُّ: انقطع بعض شعره، وامرأة حَصَّاءُ «٣»، وقالوا: رجل أحصّ: يقطع

(١) في النهاية: وحديث النساء: (لا يعشرن ولا يحشرن) يعني للغزاة، فإن الغزو لا يجب عليهن. انظر: مادة (حشر)، وأخرج نحوه ابن الجارود في المنتقى ص ١٠١ بسند حسن. [.....] (٢) الشطر لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري وتتمته: .... فما ... أطعم نوما غير تهجاع وهو في المفضليات ص ٢٨٤، والمجمل ١/ ٢١٤، واللسان (حصّ) . (٣) أي: مشؤومة. انظر: المجمل ١/ ٢١٤.

1 / 237